Congratulations!

[Valid RSS] This is a valid RSS feed.

Recommendations

This feed is valid, but interoperability with the widest range of feed readers could be improved by implementing the following recommendations.

Source: https://islamic-msn.net/feed

  1. <?xml version="1.0" encoding="UTF-8"?><rss version="2.0"
  2. xmlns:media="http://search.yahoo.com/mrss/"
  3. xmlns:content="http://purl.org/rss/1.0/modules/content/"
  4. xmlns:wfw="http://wellformedweb.org/CommentAPI/"
  5. xmlns:dc="http://purl.org/dc/elements/1.1/"
  6. xmlns:atom="http://www.w3.org/2005/Atom"
  7. xmlns:sy="http://purl.org/rss/1.0/modules/syndication/"
  8. xmlns:slash="http://purl.org/rss/1.0/modules/slash/"
  9. >
  10.  
  11. <channel>
  12. <title>ماسنجر المسلم</title>
  13. <atom:link href="https://islamic-msn.net/feed" rel="self" type="application/rss+xml" />
  14. <link>http://islamic-msn.net/</link>
  15. <description>مجلة اسلامية إخبارية</description>
  16. <lastBuildDate>Mon, 02 Jun 2025 11:05:21 +0000</lastBuildDate>
  17. <language>ar</language>
  18. <sy:updatePeriod>
  19. hourly </sy:updatePeriod>
  20. <sy:updateFrequency>
  21. 1 </sy:updateFrequency>
  22. <generator>https://wordpress.org/?v=6.8.1</generator>
  23.  
  24. <image>
  25. <url>https://islamic-msn.net/wp-content/uploads/2023/06/cropped-54444-32x32.png</url>
  26. <title>ماسنجر المسلم</title>
  27. <link>http://islamic-msn.net/</link>
  28. <width>32</width>
  29. <height>32</height>
  30. </image>
  31. <item>
  32. <title>العدول عن الأضحية إلى التبرع لأهل غزة</title>
  33. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d8%b9-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%ba%d8%b2%d8%a9.html</link>
  34. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d8%b9-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%ba%d8%b2%d8%a9.html#respond</comments>
  35. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  36. <pubDate>Mon, 02 Jun 2025 11:05:21 +0000</pubDate>
  37. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  38. <category><![CDATA[إلى]]></category>
  39. <category><![CDATA[الأضحية]]></category>
  40. <category><![CDATA[التبرع]]></category>
  41. <category><![CDATA[العدول]]></category>
  42. <category><![CDATA[عن]]></category>
  43. <category><![CDATA[غزة]]></category>
  44. <category><![CDATA[لأهل]]></category>
  45. <guid isPermaLink="false">https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d8%b9-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%ba%d8%b2%d8%a9.html</guid>
  46.  
  47. <description><![CDATA[<p>في خضم المأساة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في غزة، تحت وطأة الحصار الخانق، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تبرز شعيرة الأضحية في أذهان المسلمين، ويتم تداول تساؤل: هل يمكن العدول عن الأضحية إلى التبرع لأهل غزة بثمنها؟ وهل يعد هذا تعطيلا للشعيرة أم لا؟ إن النظر الفقهي المتعجل يرى الاجتهاد في هذه المسألة مندرجا تحت &#8230;</p>
  48. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d8%b9-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%ba%d8%b2%d8%a9.html">العدول عن الأضحية إلى التبرع لأهل غزة</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  49. ]]></description>
  50. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  51. </p>
  52. <div itemprop="articleBody">
  53. <p>في خضم المأساة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في غزة، تحت وطأة الحصار الخانق، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تبرز شعيرة الأضحية في أذهان المسلمين، ويتم تداول تساؤل: هل يمكن العدول عن الأضحية إلى التبرع لأهل غزة بثمنها؟ وهل يعد هذا تعطيلا للشعيرة أم لا؟</p>
  54. <p>إن النظر الفقهي المتعجل يرى الاجتهاد في هذه المسألة مندرجا تحت (حكم ترك الأضحية والتبرع بثمنها)، والأمر عند التدقيق ليس بذلك، فالتبرع بثمن الأضحية لا يحل محل الأضحية بأي وضع كان، وذلك أن الأضحية شعيرة ثابتة، وهي مقصودة لذاتها، فلا يحل محلها التبرع بثمنها، ولا أن يشترى لحم فيوزع على الفقراء.</p>
  55. <p>ولكننا أمام مسألة جديدة، وهي: ترك الأضحية والعدول عنها، بمعنى ألا ينوي الإنسان الأضحية، وإنما يعدل إلى التبرع بثمنها أو بأزيد منها أو بأقل منها إلى أهل غزة في هذه المحنة التي يعيشونها. هذا هو تصور المسألة، وذلك أن أولى خطوات الاجتهاد الصحيح هو تصوير المسألة تصويرا صحيحا؛ لأن الخطأ فيه؛ يؤدي إلى الخطأ في الاجتهاد.</p>
  56. <p>وبيان حكم تلك النازلة يوجب الإجابة عن بعض المسائل الجزئية فيها، ثم من مجموع بيان الحكم الشرعي لتلك المسائل الجزئية يتولد لدينا بيان الحكم عن المسألة الكلية.</p>
  57. <p>وذلك على النحو التالي:</p>
  58. <h2>حكم الأضحية في الفقه الإسلامي: سنة أم واجب</h2>
  59. <p>اختلف الفقهاء في حكم الأضحية، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنها سنة مؤكدة، وذهب الحنفية ومن وافقهم إلى أنها واجبة، وعلى مذهب الأحناف لا يجوز العدول عن الأضحية لأي سبب كان؛ لوجوبها، والواجب يجب الإتيان به، لكنهم شرطوا ذلك بالقدرة على الأضحية، فمن كان قادرا على الأضحية؛ وجبت عليه، ولا يجوز له تركها.</p>
  60. <p>وعلى مقتضى رأي جمهور الفقهاء؛ فإن الأضحية ليست واجبة، ولا إثم على من تركها. ولقد نقل سنيتها كثير من الأئمة في كتبهم، ومنهم ابن حزم – رحمه الله- وغيره- حيث ساق القائلين بسنيتها وأدلتهم، فنقل عن ابن عمر أنه قال: الأضحية سنة. وقال ابن حزم: لا يصح عن أحد من الصحابة أن الأضحية واجبة.</p>
  61. <p>والنقل بكونها سنة مؤكدة عن سعيد بن جبير، وعن عطاء، وعن الحسن، وعن طاوس، وعن أبي الشعثاء جابر بن زيد – وروي أيضا عن علقمة، والأسود،  ومحمد بن علي بن الحسين .وهو قول سفيان، وعبيد الله بن الحسن، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وأبي سليمان ، وأبي ثور وابن المنذر، وغيرهم [1].</p>
  62. <p>وصح القول عن ابن عباس، كما قال جمال الدين القاسمي “كما فعل ابن عباس في ترك الأضحية. ا. هـ” [2]”، وهو قول أبي بكر وعمر وابن مسعود – رضي الله عنهم.</p>
  63. <p>وقال ابن حزم: ” وهذا مما خالف فيه الحنفيون جمهور العلماء[3]”.</p>
  64. <h2>أدلة جواز ترك الأضحية عن الصحابة والتابعين</h2>
  65. <p>مع تشديد كثير من العلماء في ترك الأضحية، بل القول بتأثيم تاركها، فإننا قد وجدنا آثارا منقولة عن بعض الصحابة والتابعين تدل على تركهم الأضحية في الظروف العادية، وغالب تعليلهم خوفهم من أن يظن الناس أنها واجبة.</p>
  66. <p>ومن تلك الآثار ما يلي:</p>
  67. <ul class="wp-block-list">
  68. <li>ما ورد عن الشعبي عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لقد رأيت أبا بكر، وعمر وما يضحيان كراهية أن يقتدى بهما.</li>
  69. <li>وما ورد عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري أنه قال: لقد هممت أن أدع الأضحية وإني لمن أيسركم مخافة أن يحسب الناس أنها حتم واجب.</li>
  70. <li>وعن سويد بن غفلة قال: قال لي بلال: ما كنت أبالي لو ضحيت بديك، ولأن آخذ ثمن الأضحية فأتصدق به على مسكين مقتر فهو أحب إلي من أن أضحي.</li>
  71. <li>وعن تميم بن حويص الأزدي قال: ضلت أضحيتي قبل أن أذبحها فسألت ابن عباس؟ فقال: لا يضرك – هذا كله صحيح .</li>
  72. <li>وعن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه أعطى مولى له درهمين وقال: اشتر بهما لحما ومن لقيك فقل: هذه أضحية ابن عباس.</li>
  73. <li>وعن الشعبي قال: لأن أتصدق بثلاثة دراهم أحب إلي من أن أضحي[4].</li>
  74. <li>كما ورد ترخيص الفقهاء في ترك الأضحية للحاج والمسافر، كما نقل ذلك عن الشعبي وغيره.</li>
  75. </ul>
  76. <h2>المفاضلة بين الأضحية والصدقة في الأحوال العادية</h2>
  77. <p>ونحن ننقل هنا ما ورد من خلاف في أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة من باب بيان جواز العدول عن الأضحية، وإلا فالراجح الذي عليه جماهير الفقهاء أن الأضحية أفضل من الصدقة. وممن ساق الخلاف في أيهما أفضل ابن عرفة المالكي، حيث قال: “وفي كونها أفضل من الصدقة بثمنها روايتا ابن رشد. وفيها: الصدقة بثمنها أحب لمالك منها أو هي أحب؟ [5].</p>
  78. <p>هذه المسائل الثلاثة الجزئية هي أمهات المسألة الأصلية، وكل ما نقل هو في الأحوال العادية، وليس في تلك المحنة التي تمر بها الأمة في غزة وفلسطين..</p>
  79. <h2>الترجيح الفقهي: جواز العدول عن الأضحية إلى التبرع لأهل غزة</h2>
  80. <p>وإذا كانت الأضحية سنة مؤكدة على ما ذهب إليه جماهير الفقهاء، وأنه قد ثبت عن بعض الصحابة والتابعين وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وبلال وغيرهم أنهم قد تركوا الأضحية، وأنه قد نقل عن بعض فقهاء المالكية التفاضل بين الأضحية والصدقة، فالذي يترجح هو جواز العدول عن الأضحية وتركها، والانشغال بالتبرع لأهل غزة وفلسطين، وبيان ذلك على النحو التالي:</p>
  81. <h3>أولاً: العدول عن سنة إلى واجب وليس استبدال الشعيرة </h3>
  82. <p>أن العدول عن الأضحية وتركها والانشغال بالنفقة والتبرع لأهل غزة وغيرهم من المناطق المنكوبة من بلاد المسلمين لا يعني أن يكون التبرع بديلا عن الأضحية، أو أنه يحل محلها، بل هو عدول عن سنة مؤكدة إلى واجب.</p>
  83. <h3>ثانياً: الأولوية لمن يملك السعة المالية</h3>
  84. <p> أن الأولى في حق من كان عنده سعة من المال أن يضحي في بلده، وأن يرسل ثمن أضحية أخرى إلى أهلنا في غزة؛ جمعا لإقامة الشعيرة وغوثا لأهلنا في غزة، أو يقتصر على التوكيل لذبح الأضحية في غزة إن كان ممكنا، ولو كان ثمنها باهظا.</p>
  85. <h3>ثالثاً: ارتفاع الخلاف في أولوية الصدقة في نازلة غزة</h3>
  86. <p>مع الخلاف الوارد بين الفقهاء في أيهما أولى: الأضحية أم الصدقة، فإن هذا الخلاف يرتفع في مثل حالة أهلنا في غزة، وفي حال صعوبة أو استحالة إرسال الأضحية، فتقدم الصدقة لأهل غزة على الأضحية، وذلك لما يلي:</p>
  87. <ul class="wp-block-list">
  88. <li>أن تقديم الصدقة على الأضحية في الأحوال العامة هو مذهب بعض الصحابة التابعين، كما ورد عن بلال قوله:” ولأن أتصدق بثمنها على يتيم أو مغبر أحب إلي من أن أضحي بها”، وقول الشعبي:” لأن أتصدق بثلاثة دراهم أحب إلي من أن أضحي”، فإذا كان هذا في الأحوال العامة؛ فيكون هذا المذهب آكد في حالات الحروب والكوارث والطوارئ.</li>
  89. <li>أن الأضحية سنة مؤكدة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وإغاثة أهلنا في غزة من الجوع الذي يؤدي بهم إلى الهلاك، فتسقط السنة في وجود الواجب؛ بناء على قاعدة تقديم الواجب على السنة عند التعارض، ويؤيدها الحديث القدسي: ”  ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه” رواه مسلم.</li>
  90. <li>أن إرسال ثمن الأضحية لأهل غزة من باب إغاثة الملهوف التي حث النبي <span class="PUH">ﷺ</span> عليها، وامتدح فاعليها، كما ورد عن أبي موسى، قال: قال النبي <span class="PUH">ﷺ</span>: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم»( رواه البخاري ومسلم)</li>
  91. <li>أنه ثبت عن بعض الصحابة كابن عباس- رضي الله عنهما- وغيره ترك الأضحية؛ وصح هذا عن أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما-  حتى لا يظن أنها واجبة، فتركها في مثل هذه الحالة أولى [6] ، كما ذكر الشعبي أن الأضحية تترك بعض الحالات، مثل الحاج والمسافر ،  وذكر ابن الرفعة أن من حالات ترك الأضحية النسيان أو غيبتها[7] ، وهي اليوم غائبة في فلسطين.</li>
  92. <li>أن مقصود الأضحية من إشباع البطون الجائعة حاصل في التصدق بثمنها لأهل غزة.</li>
  93. <li>أنه ينتقل إلى المفضول في حال عدم تحقق الفاضل، ويصبح المفضول فاضلا.</li>
  94. <li>أن الأضحية شرعت لحكم متعددة، منها: إظهار الفرح والسرور في المجتمع المسلم يوم العيد، والتصدق بثمنها في هذه الحالة فيه إحياء للنفس من الهلاك، ومقصد حفظ النفس مقدم على مقصد إظهار الفرح والسرور اتفاقا، فيكون الانشغال به أولى.</li>
  95. <li>أن ذبح الأضاحي – في مثل هذه الحالة- إعمال لظاهر النص، وفي التصدق بثمنها لأهلنا في غزة إعمال لمقصد النصوص الواردة في شعيرة الأضحية، وإعمال مقصود النص مقدم على إعمال ظاهر النص، وهو منهج الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام وسلف الأمة جميعا.</li>
  96. <li>إن كان من مقاصد الأضحية إحياء سنة إبراهيم في فدائه ابنه إسماعيل – عليهما السلام- كما في قوله تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 107]، فإن فداء أهلنا في غزة بإرسال ثمن الأضحية أوجب وأعظم اجرا. </li>
  97. <li>أن ذبح الأضاحي في بلاد المسلمين أقصى ما فيه إطعام لحم لأناس يعيشون ظروفا عادية، فضلا عن كونه إشباعا زائدا لغير جائع، بينما إرسال ثمنها لأهل غزة إطعام لجائع على مشارف الهلاك.</li>
  98. <li>لا يظنن مسلم أن ذبح الأضحية في مثل هذا الظرف العصيب أفضل من إرسال ثمنها إلى أهل غزة؛ فالأعمال لا توزن بميزان العاطفة، بل بميزان الشرع، وإرسال ثمن الأضحية لأهل غزة أحب إلى الله من ذبحها.</li>
  99. <li>أن الحاصل في الواقع قيام جماعة من المسلمين بذبح الأضاحي في بلادهم، وأن كل المسلمين الراغبين في الأضحية لن يرسلوا كلهم ثمنها إلى غزة، فيجمع بين الأمرين، وبهذا ينتفي ترك الأضحية بالكلية، إعمالا للقاعدة:” إقامة السنن من فروض الكفايات”.</li>
  100. </ul>
  101. </div>
  102.  
  103. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d8%b9-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%ba%d8%b2%d8%a9.html">العدول عن الأضحية إلى التبرع لأهل غزة</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  104. ]]></content:encoded>
  105. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b6%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b1%d8%b9-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%ba%d8%b2%d8%a9.html/feed</wfw:commentRss>
  106. <slash:comments>0</slash:comments>
  107. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/al3dwl-3n-alad7ya.jpeg" medium="image"></media:content>
  108. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20457</post-id> </item>
  109. <item>
  110. <title>النفس الحيوانية والإنسانية: مقارنة فلسفية في الفكر الإسلامي</title>
  111. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%84.html</link>
  112. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%84.html#respond</comments>
  113. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  114. <pubDate>Mon, 02 Jun 2025 10:54:43 +0000</pubDate>
  115. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  116. <category><![CDATA[الإسلامي]]></category>
  117. <category><![CDATA[الحيوانية]]></category>
  118. <category><![CDATA[الفكر]]></category>
  119. <category><![CDATA[النفس]]></category>
  120. <category><![CDATA[فلسفية]]></category>
  121. <category><![CDATA[في]]></category>
  122. <category><![CDATA[مقارنة]]></category>
  123. <category><![CDATA[والإنسانية]]></category>
  124. <guid isPermaLink="false">https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%84.html</guid>
  125.  
  126. <description><![CDATA[<p>هناك جدل عميق حول طبيعة النفس الإنسانية ومكانتها. يستكشف هذا المقال كيف سعى الفلاسفة والمتكلمون المسلمون إلى فهم جوهر الإنسان عبر مقارنة النفس الإنسانية بالنفس الحيوانية، مستخدمين في ذلك أدوات القياس والمنطق… مناهج الفلاسفة المسلمين في التمييز بين النفس والجسد إن الطرق العقلية التي سلكها أصحاب الرأي المميز بين النفس والجسد تميزا جوهريا وعنصريا، قد &#8230;</p>
  127. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%84.html">النفس الحيوانية والإنسانية: مقارنة فلسفية في الفكر الإسلامي</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  128. ]]></description>
  129. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  130. </p>
  131. <div itemprop="articleBody">
  132. <p>هناك جدل عميق حول طبيعة النفس الإنسانية ومكانتها. يستكشف هذا المقال كيف سعى الفلاسفة والمتكلمون المسلمون إلى فهم جوهر الإنسان عبر مقارنة النفس الإنسانية بالنفس الحيوانية، مستخدمين في ذلك أدوات القياس والمنطق…</p>
  133. <h2>مناهج الفلاسفة المسلمين في التمييز بين النفس والجسد</h2>
  134. <p> إن الطرق العقلية التي سلكها أصحاب الرأي المميز بين النفس والجسد تميزا جوهريا وعنصريا، قد تبدو جد متشعبة ومختلة بحسب ما يتطلبه الموضوع المراد بحثه منها. فقد يستعمل القياس الشرطي المتصل والقياس الشرطي المنفصل و السبر أو التقسيم، وقياس الشمول، وكذلك قد يستعمل قياس التمثيل، وقياس الغائب على الشاهد، وقياس الأدنى والأولى…</p>
  135. <h3>دور القياس والنظر في طبيعة المادة والأجسام</h3>
  136. <p>  هذه الأقيسة قد أنصبت على تحديد طبيعة المادة بصفة عامة من حيث هي ذرات وأحياز و أمكنة، ومن حيث هي طول وعرض وسطح وعمق، ومتجزئة ومركبة، وجوهر وعرض، ومن حيث هي أيضا متدافعة فيما بين عناصرها وقابلة للتغير عبر الزمن والاستهلاك والعوارض، غير ذلك مما يحدث في الأجسام من ذبول وانكسار وتمدد وانحسار…</p>
  137. <p>  وهذه الأساليب ستوظف بصورة متداولة سواء عند المتكلمين، وخاصة الأشاعرة، أو عند الفلاسفة من المسلمين، كالكندي والفارابي وابن سينا بصورة خاصة . إذ أن هذا الأخير، سيكون المستفيد والمفيد أكثر من الفلاسفة غيره في هذا الموضوع و “إذا كان ابن سينا قد أخذ كثيرا من آرائه النفسية عن أفلاطون وأرسطو والفارابي فليس ثمة شك في أن النتائج التي وصل إليها تختلف عن نتائجهم اختلافا بينا سواء من حيث العمق والاستقصاء، أو من حيث الاتساع والشمول، أو من حيث الغرض والغاية “<sup>[1]</sup>.</p>
  138. <p>    ولهذا، فسيكون من الضروري عرض أفكاره في الموضوع بدقة وتفصيل إلى جانب المتكلمين وأصحاب الاتجاه الذي يقول بجوهرية النفس وروحانيتها ،نظرا للتوافق الحاصل بينه وبينهم حول هذه النتيجة ، والاختلاف المنهجي في الوصول إليها.</p>
  139. <h3>الجسد كدليل على جوهر النفس المفارقة</h3>
  140. <p>   إن النفس لها ارتباط ضروري ومتلازم مع الجسد، إدراكا وتفكيرا وحركة وسكونا وإحساسا، ولهذا فإن التفكير عند البحث عن جوهرها وأحوالها، لابد وأن يمر في أغلب مناهجه عبر النظر في طبيعة المادة والأجسام بصفة عامة ، والجسم الإنساني والحيواني بصفة خاصة .</p>
  141. <p>ومن هنا فسيكون طرح تفصيل للأعضاء الجسدية في الإنسان ، وخاصة ما بين منطقتي الدماغ والقلب، ضروريا في هذه الدراسة عند المفكرين المسلمين حتى يتلاءم القياس ويصبح أقرب إلى الفهم والاستنتاج الصحيح. إذ الجسد هو المظهر الرئيسي للإنسان ، وعن طريقه فقد يستدل على جنسه ونوعه. ولكن في حالة وجود خاصية تميز هذا الجسد عن سائر الأجساد، وهي ما يمكن الاصطلاح عليه بالظواهر والأحوال النفسية . إذ الجسد من حيث هو جسد، قابل للتركيب والتجزؤ، والفقد والتلاشي، والتحويل والذبول. لكن مع ذلك فقد يبقى الإنسان إنسانا، مادام يتسم بخصوصيات تميزه عما فقده من أعضاء جسده  وما ذبل منها وما تعطل عن وظيفته …</p>
  142. <p>  من هذا المنظور الواقعي، فالقياس الأول سيكون من الإنسان إلى الإنسان، وهو القياس الذاتي. ولهذا فسنجد في شتى كتابات المفكرين النفسيين تعقبا للظواهر الجسدية ، وإحصاء لأعضاء البدن على شكل سبر وتقسيم . حتى يتوصل الباحث في النهاية إلى أن تلك الأعضاء ليست هي المحرك الرئيسي للبدن ، تأسيسا على مبدأ عقلي وبديهي، وهو أن الكائن الصم أو الجماد لا يحرك ذاته ولا غيره فهو إذن: يحتاج إلى محرك من غير جنسه ، لأن إضافة الجماد إلى الجماد لا ينتج سوى الجمود.</p>
  143. <p>  وهذا المعنى المستخلص من ضرورة وجود نفس متميزة عن الجسد هي التي تحركه ، قد يقرب في شكله الاستدلالي إلى موضوع الخلق وضرورة افتقاره إلى الخالق،إذ المخلوق لا يخلق ذاته بذاته . وإذا كانت أعضاء الجسد هي الموهمة بأنها سب التحريك والإدراك … فهي تدخل في جنس الجسد وأحكامه .    فيبقى الاستنتاج قائما وهو: إنه لا يمكن للجسد أن يحرك ذاته إلا عن طريق محرك هو من غير جنسه ،وهو الجوهر المفارق للبدن ، كما عبر عنه المفكرون المسلمون .</p>
  144. <h2>النفس الحيوانية وقواها: رؤية ابن سينا لمراكز الدماغ</h2>
  145. <p>ولئن كان الاستدلال بأحوال الجسد الإنساني على النفس قد يسهل المأمورية في إثبات تجردها وتميزها إلا أنه قد تعترض المفكرين المسلمين من أهل التجريد مشكلة الجسد الحيواني وإرادته ، وما يظهر عليه من أحوال نفسية قد تشبه النفس الإنسانية في كثير من مظاهرها. ومن هنا فيكون اللجوء إلى التمييز بين النفس الحيوانية والنفس الإنسانية التي عبر عنها الفلاسفة خصوصا بالناطقة، إذ اعتبر هؤلاء الأولى بأنها يطبعها الجانب الحسي حتى في إدراكاتها. أما الثانية، وهي النفس الناطقة، فهي محل التجريد والتسامي على أن تكون خادمة للحس، بل هي مخدومة من طرفه .</p>
  146. <h3>إدراك الحيوان للمعاني غير المحسوسة وقوى النفس</h3>
  147. <p>   فلقد ذهب ابن سينا بخصوص النفس الحيوانية إلى القول بأن ” الحيوانات ناطقها وغير ناطقها، تدرك في المحسوسات الجزئية معاني غير محسوسة ولا متأدية من طريق الحواس ، مثل إدراك الشاة معنى في الذئب غير محسوس ، وإدراك الكبش معنى في النعجة غير محسوس ، إدراكا جزئيا يحكم به كما يحكم الحس بما شاهده . فعندك قوة هذا شأنها، وأيضا فعندك وعند الكثير من الحيوانات العجم قوة تحفظ هذه المعاني، بعد حكم الحاكم بها غير الحافظة للصور.</p>
  148. <h3>تحديد ابن سينا لمراكز قوى النفس الحيوانية في الدماغ</h3>
  149. <p>ولكل قوة من هذه القوى آلة جسمانية خاصة، واسم خاص. فالأولى هي المسماة بـ “الحس المشترك ” و”بنطاسيا”، وآلتها الروح المصبوب في البطن المقدم، ولاسيما في الجانب الأخير. والثالثة: الوهم ، آلتها الدماغ كله. لكن الأخص بها هو التجويف الأوسط ، وتخدمها فيه قوة رابعة لها أن تركب وتفصل ما يليها من الصور المأخوذة عن الحس والمعاني المدركة بالوهم ، وتركب أيضا الصور وتفصلها عنها، وتسمى عند استعمال العقل مفكرة ، وعند استعمال الوهم متخيلة، وسلطانها في الجزء الأول من التجويف الأوسط كأنها قوة ما للوهم ، ويتوسط الوهم للعقل . والباقية من القوى هي الذاكرة وسلطانها في حيز الروح الذي في التجويف الأخير وهو آلتها.</p>
  150. <p>وإنما هدي الناس إلى القضية بأن هذه هي الآلات ، أن الفساد إذا اختص بتجويف أورث الآفة فيه . ثم اعتبار الواجب في حكمة الصانع تعالى أن يقدم الأقنص للجرماني، ويؤخر الأقنص للروحاني. ويقعد المتصرف فيهما حكما واسترجاعا للمثل المنمحية عن الجانبين عند الوسط عظمت قدرته “<sup>[2]</sup>.</p>
  151. <p>إن هذا التحديد لقوى النفس الحيوانية، بحسب مراكز الدماغ عند ابن سينا، سيكون نتيجة الممارسة الطبيعية لديه ، وملاحظة التشريح. كما أن بعضه مأخوذ من آراء فلسفية يونانية ، مع تدقيقه في صحتها وموضوعيتها. فقد ” حفظ المقدمات الكثيرة ومارسها وكثرت تجاربه “<sup>[3]</sup>. ومن ثم  صاغ هذه التقسيمات النفسية على حساب المراكز الدماغية . “كما أن تحديد مراكز في المخ خاصة بمختلف قوى النفس الحيوانية أو العاقلة ، قريب من محاولة بعض علماء النفس المعاصرين : ( أغال 1828، وسيورزهيم من الألمان ، وبروكا 1811، وشاركو 1885) من الفرنسيين . حتى إنهم اعتبروا أن نمو القوى العقلية يكون بالنسبة إلى حجم بعض تلافيف المخ.</p>
  152. <h2>تطور فهم وظائف الدماغ وتسامي النفس الإنسانية</h2>
  153. <p>ولكن أثبتت التجربة فيما بعد، أن مثل هذا التحديد ليس قاعدة عامة. وذلك بعد التجارب والاختبارات التي أجريت على مشوهي الحرب (1914- 1918)، الذين كانوا قد فقدوا جزءا من المخ ، ضاع معه نوع من الإدراكات، مثل فقدان اسمه أو اسم بلده أو عدد أولاده … ولكن اتضح فيما بعد أن هذا المشوه يسترجع هذه الإدراكات شيئا فشيئا. كأن المخ يقوم بوظيفة التفكير كوحدة كاملة متكاملة، ولا يقوم كل جزء منه بوظيفة معينة. لذلك يتجه علماء النفس المحدثون إلى التخلي عن نظرية تحديد المناطق المخية في عملية التفكير وحفظ الصور والأفكار. ولكن توجد مراكز تنتهي إليها الأعصاب الخاصة بكل حاسة. بحيث إنه إذا أصيبت هذه المناطق بعطب أو بخلل، فقد الإنسان من جراء ذلك نوعا من الإحساس. مثلا يقع مركز الإبصار في الجزء الخلفي من النصفين الكرويين، ومركز السمع في متوسط الجزء الأسفل الجنبي من النصفين الكرويين. والدليل على أن هذه الأماكن هي حقيقة مراكز للحس، أنه إذا أتلف أحدها إثر حادث أو مرض ، أتلفت الحاسة المتضامنة مع هذا المركز، وبطل عملها”<sup>[4]</sup>.</p>
  154. <p>وسواء كانت هذه التقسيمات الحديثة أو التي قبلها صحيحة في نسبة الأعضاء إلى مراكزها الدماغية، فإن جوهر البحث النفسي في الفكر الإسلامي يبقى دائما مرتكزا على إعطاء النفس تساميا على هذه الظواهر الجسدية، والتي ليست سوى دليل على القوى النفسية بالقياس. إذ التركيز على طبيعة الجسد الحيواني، وتحديد خصوصياته الإدراكية والحركية، قد يتم من أجل التمييز بينها وبين إدراك الإنسان. فالقوى الحيوانية كما يقول الغزالي: ” تنقسم إلى: محركة ومدركة. والمحركة إما أن تكون محركة على أنها باعثة على الفعل ، أو على أنها فاعلة …”<sup>[5]</sup>.</p>
  155. <p>    بعد هذه التقسيمات للنفس الحيوانية وظواهرها الجسدية ستقاس عليها القوى الإنسانية من جهة التمييز. إذ “فالحركات الاختيارية التي للحيوان هي حركات مكانية فعلية إلى جهات اختيارية عن علم وشعور طلب ، بخلاف حركات النبات ، فإنها لما كانت غير اختيارية توجهت إلى جهات مختلفة من غير علم وشعور وطلب للخير. وحركاتها تكون حركات النمو والذبول . والحركة الاختيارية للإنسان حركات فكرية وحركات قولية وحركات فعلية . وإنما جهات اختلافها بخلاف حركات الحيوان ، فإنها عدمت قسمين منها، وهي الفكرية و القولية “<sup>[6]</sup>.</p>
  156. </div>
  157.  
  158. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%84.html">النفس الحيوانية والإنسانية: مقارنة فلسفية في الفكر الإسلامي</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  159. ]]></content:encoded>
  160. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%81%d9%84.html/feed</wfw:commentRss>
  161. <slash:comments>0</slash:comments>
  162. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/alnfs-al7ywanya-walensanya.jpeg" medium="image"></media:content>
  163. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20455</post-id> </item>
  164. <item>
  165. <title>مراجعة كتاب : عبقرية اللغة</title>
  166. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%a8%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9.html</link>
  167. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%a8%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9.html#respond</comments>
  168. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  169. <pubDate>Mon, 02 Jun 2025 10:49:36 +0000</pubDate>
  170. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  171. <category><![CDATA[اللغة]]></category>
  172. <category><![CDATA[عبقرية]]></category>
  173. <category><![CDATA[كتاب]]></category>
  174. <category><![CDATA[مراجعة]]></category>
  175. <guid isPermaLink="false">https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%a8%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9.html</guid>
  176.  
  177. <description><![CDATA[<p>يقدم كتاب “عبقرية اللغة” مجموعة من خمس عشرة مقالة كتبتها أسماء من خلفيات لغوية متنوعة، جميعهم يكتبون بالإنجليزية كلغة ثانية. تستكشف هذه النصوص كيف تظلُّ “اللغة الأم” حاضرةً مخفيّةً في الكتابة الإنجليزية؛ فهي تضيف أبعادًا شعريّةً وثقافيةً لا يمكن للإنجليزية النقية وحدها إنتاجها. يختبر الكتاب تجربة كل كاتب في مواجهة نظامين لغويين متمايزين، ويبيّن مدى &#8230;</p>
  178. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%a8%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9.html">مراجعة كتاب : عبقرية اللغة</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  179. ]]></description>
  180. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  181. </p>
  182. <div itemprop="articleBody">
  183. <p>يقدم كتاب “عبقرية اللغة” مجموعة من خمس عشرة مقالة كتبتها أسماء من خلفيات لغوية متنوعة، جميعهم يكتبون بالإنجليزية كلغة ثانية. تستكشف هذه النصوص كيف تظلُّ “اللغة الأم” حاضرةً مخفيّةً في الكتابة الإنجليزية؛ فهي تضيف أبعادًا شعريّةً وثقافيةً لا يمكن للإنجليزية النقية وحدها إنتاجها. يختبر الكتاب تجربة كل كاتب في مواجهة نظامين لغويين متمايزين، ويبيّن مدى إسهام “عبقرية اللغة الأصلية” في إثراء الإبداع الأدبي.</p>
  184. <h2>محتويات كتاب “عبقرية اللغة”</h2>
  185. <p>في كتاب “عبقرية اللغة” الذي حررته ويندي ليسير وترجمه للعربية حمد الشمري، يقدّم الكتاب مجموعة مقالات كُتِبت بواسطة خمسة عشر كاتبًا واكبت كلٌّ منهم تجربته الخاصّة مع “اللغة الأم” وكيف أثّرت في كتاباتهم وحياتهم. </p>
  186. <p>سنستعرض فيما يلي أبرز المحاور والأفكار التي طرحها الكتاب :</p>
  187. <h3> بهارتي موكراجيا (Bharati Mukherjee)</h3>
  188. <p>ينتقل بهارتي من بنغلاديش إلى الولايات المتحدة ويواجه فارق الأبجديات: الأبجدية البنغالية المبنية على مخارج الحروف في مقابل ترتيبٍ إنجليزيٍّ يبدو عشوائيًّا. يوضح كيف تستدعي كتاباته الإنجليزية ثراء البنغالية في التعبير العاطفي، فتضفي على نصّه “عمقًا شرقيًّا” يصعب تحقيقه بالإنجليزية وحدها.</p>
  189. <h3>أيمي تان (Amy Tan)</h3>
  190. <p>تسلّط أيمي الضوء على ثنائية هويتها الصينية–الأميركية في الكتابة بالإنجليزية، فتستخدم استعاراتٍ وصورًا صينية تبرز مباشرةً في تركيب الجملة والنبرة. الهدف ليس محاكاة الصينية حرفيًّا، بل السماح لروح الثقافة الصينية بالتغلغل ضمن نص إنجليزي، فينبثق “نمط فكر” مختلف عن أي نص ناطق أصليّ.</p>
  191. <h3>توماس لاكور (Thomas Lacor)</h3>
  192. <p>تربّى توماس في عائلة تتحدث البنغالية. بعد انتقاله لكندا وبلجيكا، اضطرَّ إلى تطوير أسلوبٍ إنجليزي خاصٍ به، معتمداً على خزينه البنغالي في الملء الصوتي والإيقاعي. يستعرض كيف “اختلق” عباراته الإنجليزية بمزج إرثه البدائي مع القواعد النحوية العصرية.</p>
  193. <h3>جوزيف سكوفوريكي (Joseph Skvorecky)</h3>
  194. <p>كاتب كرواتي الأصل، كان يعاني الصدام بين الذائقة الكرواتية والإنجليزية. يروي كيف لاحظت محرراته أن إضافة تركيباتٍ كرواتية أو استعاراتٍ مستمدة من لغته الأم جعلت نصّه أكثر سخونة وحيوية، فاستثمر هذه “المقاومة اللغوية” لتعميق أثر عباراته.</p>
  195. <h3>لوك سانت (Luc Sante)</h3>
  196. <p> عاش لوك سانت طفولته محاطًا بأدبٍ كلاسيكي فرنسي (هوغو، موليير). يشرح كيف حفّزته الفرنسية “لحنًا داخليًّا” يتسلل إلى نصّه الإنجليزي، فيملأ الفراغ الصوتي للإنجليزية بهمساتٍ فرنسيةٍ تراثيةٍ تمنح الأمكنة والشخوص روحًا موسيقيةً فريدة.</p>
  197. <div class="col-12 py-2 content-in-middle lightgray-bg no-select" after="8">
  198. <article>
  199. <div class="h5 py-2 content-in_entry d-flex"><small class="sq2"/><small>كتاب “اللغة العربية في التاريخ الانساني”</small></div>
  200. </article>
  201. </div>
  202. <h3>نغوغوا وا ثيونغو (Ngũgĩ wa Thiong’o)</h3>
  203. <p>الناقد الكيني يرفض الهيمنة الإنجليزية “لغة المستعمر”، لكنه يستعين بها ليمتزج بإيقاعات لغته الأم “الكِيكُيوي”. يوضّح كيف يستخدم كلماتٍ وتراكيبٍ قادمةٍ من لغته الأصلية لإحياء جذر ثقافته الأفريقية داخل النص الإنجليزي، فينشئ خطابًا سرديًّا متعدِّد الأبعاد.</p>
  204. <h3>نيكولاس باباندريو (Nicholas Papandreou)</h3>
  205. <p>كاتب يوناني–أميركي، يعبر عن انقسامه بين اليونانية الفصيحة والإنجليزية اليومية. يكشف أن نصّه الإنجليزي يكتسب عمقًا وإيقاعًا شعريًّا حين تسمح له بقايا اليونانية بالتسلل إليه، فتظهر في دقّة المفردة وصدى الموسيقى الداخلية.</p>
  206. <h3>إم. جاي فيتزجيرالد (M. J. Fitzgerald)</h3>
  207. <p>أيرلندي–كندي، يتذكّر كيف حمل شعر إيرلندا وصورها الطبيعية معه إلى كندا. يدمج “الصوت الأيرلندي” في نصه الإنجليزي بوصفه مصدرًا شعريًّا، فتظهر في التوصيفات البصرية والإيقاع اللغوي روح الريف الأيرلندي الحزين.</p>
  208. <h3>لويس بيغلي (Louis Begley)</h3>
  209. <p>يستعرض تجربتين: أصلٌ ليتواني وآخر أيرلندي. في الحالة الليتوانية، يبيّن كيف أثَّرت ضمائر الجمع/الفرد على تركيب الجملة الإنجليزية. وفي الحالة الأيرلندية، يحتفظ بحسِّ الطبيعة وروح الحنين، ما يخلق نصوصًا إنجليزية متعددة الصوت.</p>
  210. <h3> بيرت كيزر (Bert Keizer)</h3>
  211. <p>هولندي–كندي، يوضّح تعقيدات الإملاء والقواعد الإنجليزية مقارنة بدقة الصوت الهولندية. يتحدث عن جهده لملء “فجوة” الإيقاع والاتساق في إنجليزيته مستعينًا بما تعلمه من حسّه الهولندي في النطق والتنغيم.</p>
  212. <h3>جيمس كامبيل (James Campbell)</h3>
  213. <p>ناطق أصلي للإنجليزية، يقدم استكشافًا لـ “العبقرية” المخفية في التراث الإنجليزي القديم. يستمدّ من النصوص الكلاسيكية عهد شكسبير وبايرون عمقًا أدبيًّا يلقي بظلاله على نصوصه اليومية، مؤكدًا أن الناطقين الأصليين وحدهم لا يرون كلّ خفايا لغتهم.</p>
  214. <h3>آيريل دورفمان (Ariel Dorfman)</h3>
  215. <p>كاتبة تشيليّة–يهودية، تعيش زمن الديكتاتورية وتستخدم الإنجليزية والإسبانية معًا في الكتابة الصحفية والأدبية. توضّح أن الإسبانية “تنطق” الحقيقة بشكلٍ مختلفٍ عن الإنجليزية، فتتعايش اللغتان في نصٍ سياسيٍّ نابضٍ بطابع المقاومة.</p>
  216. <h3>غاري شتاينغارت (Garry Shteyngart)</h3>
  217. <p>كاتب يهودي–روسي–أميركي، يشبه اللغةَ الأم (الروسية) بـ “شريحة خبز” تمنح الذاكرة مذاقها الأصيل. يشرح كيف يربط الإيقاع العاطفي الروسي بالنص الإنجليزي، فتنبض عوالم الطبقات الاجتماعية والمهاجرين بنبرةٍ سرديةٍ مغايرةٍ.</p>
  218. <h3>ليونارد مايكلز (Leonard Michaels)</h3>
  219. <p>يطرح علاقةً حميميةً بين الإنجليزية واليديشية، معتبرًا أن الحنين إلى “ليدش” لا يختفي حتى لو كتب الكاتب إنكليزية بحتة. يرسم من تأثير اليديشية على أسلوبه دليلًا على أن اللغة الأصلية تضفي روحًا جماعيةً وروحيةً للنص.</p>
  220. <h3>ملاحظات المؤلفة ويندي ليسير</h3>
  221. <p>تجمع ويندي الشهادات المتنوّعة وتربط بين الدروس المشتركة: “العبقرية اللغوية” ليست نتاج لغةٍ واحدةٍ، بل تجلٍّ لتلاقحٍ مستمرٍّ بين لغاتٍ متعددةٍ. تؤكد أنّ كل كاتب استطاع أن يستثمر “عبقرية لغته الأصلية” ليخلق في الإنجليزية نصوصًا تتخطّى حدود الثقافة الأحادية.</p>
  222. <h2>السمات المشتركة ومخرجات “عبقرية اللغة”</h2>
  223. <ul class="wp-block-list">
  224. <li><strong>اللغة الأم كمخزونٍ ثقافيٍّ وحسِّيّ</strong> : تستند جميع الكتابات إلى مخزونٍ ضخمٍ من الصور والرموز التي تمنح النص بعدًا شعريًّا أو فكريًّا لا توفره الإنجليزية وحدَها. يثبت الكتاب أن ثراء اللغة الأم ينعكس في النص الإنجليزي من خلال استعاراتٍ وتراكيبٍ تحمل حمولة ثقافيةٍ شديدة التأثير.</li>
  225. <li><strong>الإبداع عبر الصدام اللغويّ والتلاقح</strong>: الصراع بين نمط التفكير الأصلي والقواعد النحوية للإنجليزية يحفّز الكاتب على ابتكار تراكيبٍ جديدةٍ ومصطلحاتٍ خاصةٍ بمجتمعه. “القواعد المشتركة” تشكّل نقطة التقاء، في حين تصبح “الاختلافات” نقطة انطلاق للإبداع، فيتناغم نصٌّ يجمع بين الحسّين.</li>
  226. <li><strong>هويّةٌ لغويةٌ مزدوجة:</strong> يتجلّى هاجس الازدواج اللغوي في انتقاء الكلمات وبناء الجملة والإيقاع. تتشكل لدى الكاتب هويّةٌ “جسرية” تربط بين حضارتين، فتبدو نصوصه الإنجليزية “منفتحة” على ما وراء اللغة.</li>
  227. <li><strong>إثراء الأدب الإنجليزي العالمي</strong>: يضفي دمج صدى اللغات الأم أبعادًا جديدةً على الأدب الإنجليزي، فيتلقى القارئ نصوصًا تحمل نفَسًا ثقافيًّا متعدِّد الأصوات. يظهر أثر هذا الإثراء في استفادة القراء من رؤى لم يعتادوا سماعها في نص إنجليزي خالص.</li>
  228. </ul>
  229. <h2>بنية الكتاب التحريرية</h2>
  230. <p>يجمع الكتاب كتابًا من قارات آسيا (الهند، الصين، بنغلاديش، كوريا)، أوروبا (كرواتيا، فرنسا، هولندا، ليتوانيا، اليونان، أيرلندا)، إفريقيا (كينيا)، وأميركا اللاتينية (تشيلي).</p>
  231. <p>يبدأ كل فصل بشخصنة تجربة الكاتب مع لغته الأم، ثم يستعرض كيفية انتقاله إلى الإنجليزية، وختامًا يعرض الدروس المستخلصة عن تلاقح اللغات.</p>
  232. <p>تتراوح المقالات بين السرد الذاتي والتحليل النقدي والتأمّل الثقافي. تربط المحرّرة ويندي ليسير بين التجارب لتقدّم رؤية شاملة حول “عبقرية اللغة” كنتاجٍ للتعدد اللغوي والثقافي.</p>
  233. <h2>أبرز الإضافات والملاحظات</h2>
  234. <ol class="wp-block-list">
  235. <li>أهمية الشهادات الشخصية ويدفع الأسلوب الشخصي القارئ إلى فهم عمق الازدواجية اللغوية عبر تجارب حقيقيّة، لا مجرد دراسة أكاديمية.</li>
  236. <li> استطاعت ويندي نسج رابطٍ بين مقالات مختلفة ليظهر الكتاب كمشروعٍ متكامل يسعى إلى كشف قيم “اللغة الأم” في الإبداع الأدبي.</li>
  237. <li>يشير الكتاب إلى لغاتٍ أخرى لم تشملها هذه الطبعة (العربية، الفارسية، الأوردو…)، ما يفتح المجال لإصدارات مستقبلية تضم تجارب مشابهة.</li>
  238. <li>يطرح تساؤلاتٍ حول الهوية واللغة والإبداع، ويشجع القرّاء على تقدير لغاتهم الأم والانفتاح على ثراء التلاقح اللغوي.</li>
  239. </ol>
  240. <h2>خاتمة</h2>
  241. <p>يدلّ كتاب “عبقرية اللغة” على أن اللغة الأم ليست مجرد “خلفية” تُخلفها وراءك عندما تتعلم لغةً جديدة، بل هي نبعٌ دائمٌ يغذي الإبداع ويظلُّ حاضرًا في أي نصٍّ تُنتجه، حتى لو كتبته لغةً ثانية. عبر خمس عشرة تجربةً من ثقافاتٍ ولغاتٍ متعددة، يتَّضح أنّ العبقرية اللغوية تنبع من التلاقح المستمر بين لغتين؛ ما ينتج نصوصًا إنجليزيةً تنبض بتنوعٍ ثقافيٍّ وحسيٍّ لا يمكن للإنجليزية النقية وحدَها إنتاجه. بهذا الأسلوب الحيّ، تظهر قدرات الكتاب على استنطاق “أصواتٍ متعددة” لصياغة نبعٍ ساحرٍ من التعبير الأدبي والإنساني.</p>
  242. <hr/>
  243. <h3>معلومات الكتاب</h3>
  244. <ul class="wp-block-list">
  245. <li><strong>عنوان الكتاب بالعربية</strong>: عبقرية اللغة</li>
  246. <li><strong>المؤلِّفة الأصلية والناشرة الإنجليزية</strong>: ويندي ليسير (Wendy Lesser)</li>
  247. <li><strong>النسخة العربية مترجمة إلى العربية بواسطة</strong>: حمد الشمري</li>
  248. <li><strong>دار النشر</strong> (النسخة العربية): دار أثر للنشر</li>
  249. <li><strong>سنة الإصدار </strong> : 2019م / 1440هـ</li>
  250. <li>ر<strong>قم الطبعة والـISBN</strong>: الطبعة الأولى، رقم ISBN 978-1-947836-22-8</li>
  251. </ul>
  252. </div>
  253.  
  254. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%a8%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9.html">مراجعة كتاب : عبقرية اللغة</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  255. ]]></content:encoded>
  256. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%a8%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9.html/feed</wfw:commentRss>
  257. <slash:comments>0</slash:comments>
  258. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/ktab-3bqrya-allgha.jpg" medium="image"></media:content>
  259. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20453</post-id> </item>
  260. <item>
  261. <title>صدور العدد الخامس من المجلة الدولية المحكمة &#8220;الوقف&#8221;</title>
  262. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html</link>
  263. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html#respond</comments>
  264. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  265. <pubDate>Mon, 02 Jun 2025 09:52:19 +0000</pubDate>
  266. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  267. <category><![CDATA[الخامس]]></category>
  268. <category><![CDATA[الدولية]]></category>
  269. <category><![CDATA[العدد]]></category>
  270. <category><![CDATA[المجلة]]></category>
  271. <category><![CDATA[المحكمة]]></category>
  272. <category><![CDATA[الوقف]]></category>
  273. <category><![CDATA[صدور]]></category>
  274. <category><![CDATA[من]]></category>
  275. <guid isPermaLink="false">https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html</guid>
  276.  
  277. <description><![CDATA[<p>أصدر مركز الدراسات الوقفية التابع للإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، العدد الخامس من المجلة الدولية العلمية المحكمة “الوقف”، والتي تواصل تعزيز مكانتها كمنصة بحثية رصينة تعنى بقضايا الوقف، والاقتصاد الإسلامي، والعمل الخيري، وتسعى لتوسيع دائرة الإسهام العلمي المتخصص في هذه المجالات الحيوية على المستويين العربي والدولي.رؤية المجلة وأهدافها تستهدف مجلة &#8230;</p>
  278. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html">صدور العدد الخامس من المجلة الدولية المحكمة &#8220;الوقف&#8221;</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  279. ]]></description>
  280. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  281. </p>
  282. <div id="the_content"><picture id="postImg" class="img-ratio-1 mt-3" itemprop="image"><source media="(max-width: 360px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/mgla-alwqf--360x202.jpg"/><source media="(max-width: 489px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/mgla-alwqf--489x275.jpg"/><source media="(min-width: 489.1px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/mgla-alwqf--600x330.jpg"/><img decoding="async" class="img-radius mx-auto mt-3 mb-3 d-block loading-gradient" src="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/mgla-alwqf--489x275.jpg" width="320" height="180" alt="غلاف مجلة الوقف مع تصميم أنيق يظهر نصوصاً عربية. خلفية الصورة تحتوي على أعمدة أثرية، بينما في الجانب الآخر تتواجد مجموعة من الكتب المصفوفة بشكل جميل. المجلة تتناول مواضيع تتعلق بالوقف وتطوير الثقافة."/></picture>
  283. <div class="articleBody pt-2 " itemprop="articleBody">
  284. <p>أصدر مركز الدراسات الوقفية التابع للإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، العدد الخامس من المجلة الدولية العلمية المحكمة “الوقف”، والتي تواصل تعزيز مكانتها كمنصة بحثية رصينة تعنى بقضايا الوقف، والاقتصاد الإسلامي، والعمل الخيري، وتسعى لتوسيع دائرة الإسهام العلمي المتخصص في هذه المجالات الحيوية على المستويين العربي والدولي.<br />رؤية المجلة وأهدافها</p>
  285. <p>تستهدف مجلة “الوقف” النهوض بالبحث العلمي المتخصص من خلال إتاحة المجال أمام الباحثين والخبراء لنشر أعمالهم باللغتين العربية والإنجليزية، في مجالات تشمل الوقف، والتمويل الإسلامي، والعمل الخيري. كما تسعى المجلة إلى نشر المعرفة الوقفية عبر وسائط متعددة، سواء الورقية أو الإلكترونية، ما يعزز وصول البحوث إلى أكبر عدد ممكن من المختصين والمهتمين، ويؤسس لبنية معرفية متكاملة تواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية والشرعية في هذه الميادين.</p>
  286. <h2>محاور العدد</h2>
  287. <p>تميز العدد الخامس بتنوعه العلمي والجغرافي، وقد تضمن مجموعة من البحوث والدراسات التي تعكس البعد الشرعي، القانوني، السلوكي، والنفسي في قضايا الوقف، ومن أبرز محاوره:</p>
  288. <ol class="wp-block-list">
  289. <li><strong>الأخلاقيات الوقفية</strong>: دراسة شرعية مقاصديةسلطت الدراسة الضوء على البعد الروحي والأخلاقي في الأحكام الشرعية المتعلقة بالوقف، موضحة كيف يمكن لإحياء المقاصد الشرعية الأخلاقية أن يعيد التوازن إلى العمل الوقفي، ويعزز من رسالته المجتمعية والتكافلية.</li>
  290. <li><strong>الدوافع النفسية والسلوك الاقتصادي</strong>: تناولت إحدى الدراسات تحليل نظريات الاقتصاد السلوكي في تفسير وتحفيز قرارات الأفراد والمؤسسات تجاه الوقف، مع تسليط الضوء على أهمية الدوافع النفسية في ترسيخ ثقافة الوقف.</li>
  291. <li><strong>الوقف والعمل التطوعي</strong>: ناقشت دراسة ميدانية واقع العمل التطوعي وعلاقته بالوقف في الجزائر، وأبرزت أهمية بذل الوقت والجهد في دعم مشروعات الوقف، مشيرة إلى تجارب حقيقية في الجمعيات التطوعية الجزائرية.</li>
  292. <li><strong>البعد القانوني للوقف</strong> : شمل العدد دراستين قانونيتين، الأولى حول تقنين أحكام الوقف الإسلامي في دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال دراسة تحليلية مقارنة، والثانية تطرقت إلى واقع قانون الوقف في ماليزيا، مركزة على إعادة صياغة المفاهيم وتقليل الفجوة القانونية بهدف تطوير رؤية أكثر تكاملًا للوقف في البيئة الماليزية.</li>
  293. </ol>
  294. <p>وفي هذا العدد ركزت أبحاث المجلة على تنويع الموضوعات لتغطي أبعادًا تنموية وجغرافية مختلفة، مما يعزز من مكانة المجلة كمرجع علمي مهم للباحثين والمهنيين في حقل الوقف والاقتصاد الإسلامي، وتميز بنشر بحوث تطبيقية ذات أثر مباشر في واقع العمل الوقفي، مدعمة بتوصيات عملية تسهم في تحسين القوانين، وسد الفجوات، وتطوير أدوات التمويل الإسلامي والعمل الخيري.</p>
  295. </div>
  296. <hr class="mb-3"/>
  297. <div id="the_reference"><button id="ShowRefernces" class="toggle-btn"><span class="arrow"/><span>قائمة المصادر والهوامش</span></button></p>
  298. <div id="refernces" class="refernces toggle-content d-none amp-d-block d-print-block">
  299. <p><strong>المصدر :</strong><span> قنا + وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية </span></p>
  300. </div>
  301. </div>
  302. </div>
  303. <div id="FeedBack">
  304. <p>هل انتفعت بهذا المحتوى؟</p>
  305. <p><button id="myFeeNoModalTrigger" class="feedbackBtn icon-no no-select" data-toggle="modal" href="#The_feed_no_modal" aria-label="Open Negative Feedback Form"> لا </button><button id="myFeeYesModalTrigger" class="feedbackBtn icon-yes no-select" data-toggle="modal" href="#The_feed_yes_modal" aria-label="Open Positive Feedback Form"> نعم </button></p>
  306. </div>
  307.  
  308. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html">صدور العدد الخامس من المجلة الدولية المحكمة &#8220;الوقف&#8221;</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  309. ]]></content:encoded>
  310. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html/feed</wfw:commentRss>
  311. <slash:comments>0</slash:comments>
  312. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/mgla-alwqf-.jpg" medium="image"></media:content>
  313. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20451</post-id> </item>
  314. <item>
  315. <title>موقع العقل وأهمية عمل القلب</title>
  316. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a8.html</link>
  317. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a8.html#respond</comments>
  318. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  319. <pubDate>Sun, 01 Jun 2025 12:01:00 +0000</pubDate>
  320. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  321. <category><![CDATA[العقل]]></category>
  322. <category><![CDATA[القلب]]></category>
  323. <category><![CDATA[عمل]]></category>
  324. <category><![CDATA[موقع]]></category>
  325. <category><![CDATA[وأهمية]]></category>
  326. <guid isPermaLink="false">http://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a8.html</guid>
  327.  
  328. <description><![CDATA[<p>إن أهم عضو في الجسد على الإطلاق هو القلب، لكن هل موقع العقل هو القلب؟ لقد ظل الاعتقاد السائد عند علماء البيولوجيا وفيسيولوجيا الأعصاب إلى وقت قريب أن القلب عبارة عن مضخة فقط لضخ الدم لا أكثر ولا أقل، في الوقت الذي تحدث فيه القرآن الكريم عن القلب بأنه المنظم لكل السلوك البشري، والمتحكم في &#8230;</p>
  329. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a8.html">موقع العقل وأهمية عمل القلب</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  330. ]]></description>
  331. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  332. </p>
  333. <div itemprop="articleBody">
  334. <p>إن أهم عضو في الجسد على الإطلاق هو القلب، لكن هل موقع العقل هو القلب؟ لقد ظل الاعتقاد السائد عند علماء البيولوجيا وفيسيولوجيا الأعصاب إلى وقت قريب أن القلب عبارة عن مضخة فقط لضخ الدم لا أكثر ولا أقل، في الوقت الذي تحدث فيه القرآن الكريم عن القلب بأنه المنظم لكل السلوك البشري، والمتحكم في كل تصرفات الإنسان.</p>
  335. <h2> تطور الفهم العلمي للإدراك: من المادة إلى العقل</h2>
  336. <p>إن النظرة العلمية القديمة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين لم تستطع أن تفسر الإدراك الحسي، فعبرت عنه بأنه عبارة عن موجات ضوئية، وتغيرات كيميائية ونبضات كهربائية في الأعصاب ونشاط خلايا المخ.</p>
  337. <p>وفي القرن العشرين خطا علم الفيسيولوجيا خطوات إلى الأمام، وتوصل العلماء إلى أن الإدراك الحسي حقيقة، ولكنه ليس المادة، ولا هو من خواص المادة، وليس في مقدور المادة أن تفسره. ولذلك كشفت هذه النظرة الجديدة وجود عنصرين جوهريين في الإنسان: الجسم والعقل.</p>
  338. <p>وبدأت هذه النظرة الجديدة بتشارلز شرنغتون الذي يعتبر مؤسس فسيولوجيا الأعصاب الحديثة. ونتيجة بحوثه الرائدة في الجهاز العصبي والدماغ خلص إلى ما يلي: “فحياة البدن هي مسألة كيمياء وفيزياء، أما العقل فهو يستعصي على الكيمياء والفيزياء[1]”.</p>
  339. <p>ولكن فيما يتعلق بالعلاقة القائمة بين العقل والإرادة، فإن إلقاء الضوء على هذا الجانب يعود الفضل فيه إلى الطبيب الجراح ويلدر بنفيلد الذي أجرى عمليات جراحية على أدمغة ما يربو على ألف مريض في حالة الوعي. ولكن الآثار المترتبة على اكتشافات لم تتضح إلا في عام 1975م حين نشر كتابه المسمى “لغز العقل”  The Mystery of the Mind[2].</p>
  340. <p>وباستخدامه أساليب المراقبة والتجربة استطاع بنفيلد أن يرسم خريطة كاملة تبين مناطق الدماغ المسؤولة عن النطق والحركة وجميع الحواس الداخلية والخارجية. غير أنه لم يكن في المستطاع تحديد موقع العقل أو الإرادة في أي جزء من الدماغ. فالدماغ هو مقر الإحساس والذاكرة والعواطف والقدرة على الحركة، ولكنه ليس مقر العقل أو الإرادة[3].</p>
  341. <p>وقد توصل إلى حقيقة مفادها أنه لا يتوقع أن يقوم علم وظائف الأعضاء في المستقبل بإظهار انبثاق العقل من المادة، قال: يبدو من المؤكد أن تفسير العقل على أساس النشاط العصبي داخل الدماغ سيظل أمرا مستحيلا كل الاستحالة … وإنه أقرب إلى المنطق أن نقول: إن العقل ربما كان جوهراً متميزاً ومختلفاً عن الجسم[4].</p>
  342. <h2>اكتشافات حديثة: الدماغ القلبي (Heart Brain)</h2>
  343. <p>وقد أثبتت أحدث الدراسات العلمية بأن القلب يتصل بالدماغ وبقية الجسم بثلاث طرق تم توثيقها بالأدلة العلمية القوية والصلبة، وهذه الطرق هي الطريق العصبي من خلال إرسال النبضات العصبية، والطريق البيوكميائي من خلال الهورمونات والإنزيمات والناقلات العصبية، والطريق الفيزيائي بواسطة موجات الضغط والطريق الرابع عبر الطاقة من خلال تفاعلات الحقول الكهرومغناطيسية للقلب[5].</p>
  344. <p>ومن المدهش أن الشبكة العصبية داخل القلب بلغت من التعقيد بحيث أن كثيراً من العلماء قالوا إنها قادرة على التفكير والإحساس والتذكر، لدرجة أن العالم أرمور (Armour) أول من أطلق عليها مصطلح من القلب (Heart Brain) في عام 1411هـ (1991م). وقد ذاع صيت هذا المفهوم كثيرا بعد أصدر كتاباً بهذا الاسم[6].</p>
  345. <h3> طرق اتصال القلب بالدماغ</h3>
  346. <p>وفي العقدين الأخيرين أظهرت الأبحاث مفهوماً جديداً، وهو أن من القلب يرسل إلى من الدماغ إشارات كهربائية حوالي 80%، أكثر مما يرسل المخ إلى القلب حوالي %20، وذلك من خلال العصب العاشر المخي. وفي محاولة لفهم طبيعة الحوار بين القلب والمخ، أجريت دراسات لتتبع كيف تصل نهايات العصب العاشر بالمخ فكشف العلماء أهم هذه المناطق وهي:</p>
  347. <ol class="wp-block-list">
  348. <li>منطقة الفص الصدغي بالمخ، وهي جزء من القشرة المخية المنوطة بعملية التعلم والتذكر والوعي.</li>
  349. <li>منطقة اللوزة، وهي جزء مهم من الجهاز الحافي للمخ (Limbic System) الذي تناط به المشاعر والأحاسيس.</li>
  350. <li>نواة رافي وهي مركز عصبي يقع في أسفل جزء المخ، وهو يعمل على إفراز مادة السيروتونين، وهي المسؤولة عن إكساب الإنسان حالة السكينة والطأنينة.</li>
  351. <li>الناصية، وهي الجزء الأمامي من القشرة المخية المسؤول عن تجميع المعلومات واتخاذ القرار الأخذ بناصية الأمور[7].</li>
  352. </ol>
  353. <p>علما بأن تنشيط القلب لتلك المناطق في المخ هو الذي يحرك ويوجه هذه الوظائف من خلال العصب العاشر. ومن كل ما سبق ذكره من معلومات طبية وفيسيولوجية حديثة يمكن القول بأن القلب هو رأس الأمر في النواحي العصبية والمعرفية، والغدة الأساسية في النواحي الهرمونية، والمضخة الرئيسة في الدورة الدموية، والمولد الأقوى في المجالات الكاهر ومغناطيسية، حيث أثبت ذلك علماء غربيون على اختلاف تخصصاتهم.</p>
  354. <h2> القلب مركز العقل والإدراك في القرآن الكريم</h2>
  355. <p>وهذه الوظائف المتنوعة للقلب وعلى رأسها الإدراك والمعرفة، والتي بدأت تتكشف للعلماء في العقدين الأخيرين، عبر عنها القرآن العظيم منذ خمسة عشر قرنا بالإشارة إلى أن العقل موقعه القلب، في قوله تعالى أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) [الحج: 46]. وقال عز من قائل: ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) [الأعراف: 179].</p>
  356. <p>فالعيون والأذان وسيلة لإيصال المعلومات، لكن إدراك ماهية الأشياء ومعرفتها والوعي بحقائقها ومقاصدها ومآلاتها هو عمل العقل، وهو ما لا تستطيع الحواس القيام به. وهاهنا جعل الله تبارك وتعالى العقل هو مناط الفهم والفقه والإدراك، ومحله القلب.</p>
  357. <p>فالعمى الضار إذا هو عمى القلب حين تنطمس بصيرة العقل، ولا يشاهد الإنسان مواقع العبر. فالقلب المبصر يجنح إلى الإيمان، ويخشى سوء العاقبة الماثلة في مصارع الغابرين وأخبار الأمم الماضين، وإلا فمجرد نظر العين وسماع الأذن وسير البدن الخالي من التفكر والاعتبار غير مفيد، ولا يوصل إلى المطلوب.</p>
  358. <h3> آيات قرآنية تدل على مركزية القلب في الفهم</h3>
  359. <p>ولأجل ذلك، جاء ذكر القلب في الكتاب العزيز في 133 موضعاً لأهميته وخطورته، ولأنه مركز الإرادة والعقل والتوجيه، ولأنه موضع الإيمان الأصلي، وإيمانه أهم أجزاء الإيمان، ومن هاهنا علمه وعمله هو أصل الإيمان الذي لا يوجد بدونه، مهما عملت الجوارح. ولا خلاف بين العقلاء في أن كل حركة للحواس لا تكون إلا بإرادة قلبية.</p>
  360. <p>فالقلب ليس ملك الأعضاء فحسب بل هو أعظم من ذلك، إذ هو مصدر توجيهها ومنبع عملها وأساس خيرها وشرها، فإذا كانت إرادته إيمانية كانت أفعال الجوارح إيمانا وإذ كانت إرادته إرادة كفر أو نفاق أو عصيان كانت أفعال الأعضاء مثلها[8].</p>
  361. <p>والنصوص في ذلك كثيرة منها على سبيل المثال قوله تعالى في حق المؤمنين (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) [المجادلة: (22] ، وقوله جل ذكره: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) [الأنفال: 2] وقوله جل شأنه: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) [ق: 33].</p>
  362. <p>وقال تقدست أسماؤه في حق الكافرين (فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون) [النحل: 22]، وقال جلت عظمته (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) [الزمر: 45] وقال عز ذكره في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) [البقرة: 10].</p>
  363. <h2> القلب في السنة النبوية</h2>
  364. <p>في الحديث الصحيح عن النبي <span class="PUH">ﷺ</span> قوله: “ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب[9]. </p>
  365. <p>وقوله <span class="PUH">ﷺ</span> “التقوى هاهنا” ثم أشار إلى صدره ثلاث مرات[10]. </p>
  366. <p>وقوله عليه الصلاة والسلام “الإسلام علانية والإيمان في القلب[11]. </p>
  367. <p>وكان عليه الصلاة والسلام يقول في الدعاء: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك[12].</p>
  368. <p>ولأجل ذلك كان علم القلب وعمله هو أصل الإيمان، مهما أقر اللسان وعملت الجوارح. ولذا لم يسم المنافق مؤمناً وإن نطق بكلمة التوحيد وكثر عمل جوارحه بالصلاة والجهاد. بل حتى المؤمن إذا نوى بعمله وجهاده وصدقته طلب الدنيا أو الرياء حبط عمله، وتبدلت المثوبة في حقه عقوبة وعذاباً[13].</p>
  369. <p>ومما يدل على خطورة علم القلب وعمله وأهميتهما القصوى، إذ هما مصدر توجيه اللسان والجوارح ومنبع عملها وأساس خيرها وشرها قوله تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) [البقرة: 225]، وقوله جل ثناؤه: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) [الأحزاب: 5].</p>
  370. <p>وللأسف الشديد، لقد ترتب على إهمال أعمال القلوب وإغفالها من الآثار المدمرة والفتن المهلكة في حياة الأمة الإسلامية شيء كثير. </p>
  371. <p>ومن أخطر ذلك انحصار مفهوم العبادة الذي أصبح قاصراً على شعائر الصلاة والزكاة والصيام والحج، ووقوع الناس في الشرك قادة وشعوباً بتحكيم القوانين الوضعية، والتحاكم إليها وإحلالها محل الشريعة، رغم أنهم يقرأون قوله تعالى: (ولا يشرك في حكمه أحدا) [الكهف: 26]، وفي قراءة ابن عامر: (ولا تشرك في حكمه أحدا)[14] [الكهف: [26]، بل هناك من دعاة العلمانية والليبرالية والديمقراطية في الدوائر الرسمية والثقافية من يرفع عقيرته معترضاً على كثير مما أنزل الله لا، خاصة في مجال السياسة الشرعية والولاء والبراء، والجهاد، والحجاب، والمعاملات المالية، وغير ذلك من أحكام الشريعة، والله تعالى المستعان.</p>
  372. </div>
  373.  
  374. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a8.html">موقع العقل وأهمية عمل القلب</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  375. ]]></content:encoded>
  376. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a8.html/feed</wfw:commentRss>
  377. <slash:comments>0</slash:comments>
  378. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/mwq3-al3ql-w3ml-alqlb.jpg" medium="image"></media:content>
  379. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20445</post-id> </item>
  380. <item>
  381. <title>سبل التفعيل الحضاري للهوية الإسلامية في المنظومة التربوية العربية</title>
  382. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b3%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9.html</link>
  383. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b3%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9.html#respond</comments>
  384. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  385. <pubDate>Sun, 01 Jun 2025 08:21:57 +0000</pubDate>
  386. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  387. <category><![CDATA[الإسلامية]]></category>
  388. <category><![CDATA[التربوية]]></category>
  389. <category><![CDATA[التفعيل]]></category>
  390. <category><![CDATA[الحضاري]]></category>
  391. <category><![CDATA[العربية]]></category>
  392. <category><![CDATA[المنظومة]]></category>
  393. <category><![CDATA[سبل]]></category>
  394. <category><![CDATA[في]]></category>
  395. <category><![CDATA[للهوية]]></category>
  396. <guid isPermaLink="false">http://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b3%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9.html</guid>
  397.  
  398. <description><![CDATA[<p>المقصود بالتفعيل الحضاري للهوية الإسلامية هو عملية ارتقاء عملية التوتر الداخلي الفردي والمجتمعي إلى مستوى امتلاك القدرة على مواجهة تحديات التخلف، والانطلاق في عملية النهوض والتحضر. وهو ما يستلزم أن تصاغ العلوم الدينية صياغة تجعلها سهلة في الفهم، قابلة للتطبيق، مؤثرة في سلوكيات الفرد والمجتمع، بعيدا عن الصياغات الدينية النظرية([1])، أو على الأقل تقديم مواد &#8230;</p>
  399. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b3%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9.html">سبل التفعيل الحضاري للهوية الإسلامية في المنظومة التربوية العربية</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  400. ]]></description>
  401. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  402. </p>
  403. <div id="the_content"><picture id="postImg" class="img-ratio-1 mt-3" itemprop="image"><source media="(max-width: 360px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/altf3yl-al7dary-llhwya-aleslamya-360x202.jpg"/><source media="(max-width: 489px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/altf3yl-al7dary-llhwya-aleslamya-489x275.jpg"/><source media="(min-width: 489.1px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/altf3yl-al7dary-llhwya-aleslamya-600x330.jpg"/><img loading="lazy" decoding="async" class="img-radius mx-auto mt-3 mb-3 d-block loading-gradient" src="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/altf3yl-al7dary-llhwya-aleslamya-489x275.jpg" width="320" height="180" alt="قاعة محاضرات مع مقاعد خشبية تواجه شاشة عرض كبيرة، تطل على مناظر حضرية مرتفعة من نوافذ كبيرة. المدينة تظهر في الخلفية، مع المباني الشاهقة والجبال."/></picture>
  404. <div class="articleBody pt-2 " itemprop="articleBody">
  405. <p>المقصود بالتفعيل الحضاري للهوية الإسلامية هو عملية ارتقاء عملية التوتر الداخلي الفردي والمجتمعي إلى مستوى امتلاك القدرة على مواجهة تحديات التخلف، والانطلاق في عملية النهوض والتحضر. وهو ما يستلزم أن تصاغ العلوم الدينية صياغة تجعلها سهلة في الفهم، قابلة للتطبيق، مؤثرة في سلوكيات الفرد والمجتمع، بعيدا عن الصياغات الدينية النظرية(<sup>[1]</sup>)، أو على الأقل تقديم مواد دراسية دينية، تشتمل على خطاب إسلامي، مفهوم، يواكب الواقع، والمستجدات، ويسهل تطبيقه في الحياة العملية، أما الخطاب الديني المتخصص، والفتاوى المختلف عليها، والاجتهادات البعيدة عن الواقع، فمجالها الكليات المتخصصة، فلا يخرج إلى الفضاء العام، ليحدث بلبلة، إما لأنه خطاب متخصص في مصطلحاته واختلاف مذاهبه، أو لأنه خطاب للنخبة من علماء الدين، وليس للعامة، أو لأنه خطاب مصاغ بلغة تراثية، لا تناسب العربية المستخدمة حاليا.</p>
  406. <p>إننا في أشد الحاجة للتفعيل الحضاري للعلوم الدينية الإسلامية، نظرا للهجمة الشرسة من التيارات العلمانية، وانتشار موجات الإلحاد واللادينية، فوفق بعض الإحصاءات فإن نسبة الإلحاد في العالم العربي زادت كثيرا، ويذكر أنه منذ عام 2013، ارتفعت نسبة اللادينيين من 8% إلى 13%.</p>
  407. <p>وجاءت تونس في المرتبة الأولى في عدد اللادينيين بنسبة 30%، في المقابل زادت نسبة الأشخاص الذين يحافظون على صلاتهم من 42% في عام 2008 إلى 44% في عام 2021، بينما زادت نسبة الأشخاص الذين لم يصلوا مطلقًا من 17% إلى 24% خلال نفس الفترة. تُظهر كل هذه البيانات أن المجتمع يتجه نحو العلمانية، ولا بد من التفكير في عواقب ذلك(<sup>[2]</sup>).</p>
  408. <p>ولابد أن ندرك أن الأمر ليس وليد اليوم، فالأفكار العلمانية متغلغلة في المجتمعات المسلمة منذ أكثر من قرن، مع المد الاستعماري، وانتشار التغريب الثقافي، ونشر الفلسفات المادية، في مقابل خطاب ديني متكلس، جاف، لا يجيب عن الأسئلة الوجودية، ولا السياسية، ولا الاقتصادية، بل يكاد ينحصر في قضايا العبادات، والأخلاق، ومن هنا تأتي الدعوة إلى أهمية التفعيل الحضاري للعلوم الدينية، لتكون بمثابة التحصين المنهجي Immunity أو المنهج الوقائي Preventive ضد المشكلات والاضطرابات النفسية والاجتماعية؛ وقايةً لهم من السقوط في مشكلات من المتوقع، أن يقعوا بها، وذلك من خلال تبصيرهم بتلك المشكلات، كما يعلمهم أفضل الطرق للابتعاد عنها، وتلافي حدوثها، ومنها الغزو الثقافي والتشكيك في المعتقدات والهوية(<sup>[3]</sup>).</p>
  409. <p>وهو ما يستلزم صياغة المنظومة المعرفية الدينية، بشكل متدرج في المناهج الدراسية، ولا نقصد هنا منهج التربية الإسلامية وحده، وإنما تكون المعارف مبثوثة في مختلف المواد الدراسية، مما يجعل التلميذ مرتبطا بالإيمان بالله سبحانه، في مواد العلوم والأحياء، وفي التأمل والعظة من أحوال الأمم في مناهج التاريخ، وفي النظر إلى إعجاز الله في الجغرافيا، وهكذا، وبعبارة أخرى، لابد أن يكون واضعو المواد الدراسية؛ واعين لبث الروح الإسلامية، وكما يقول الفاضل بن عاشور، فإننا إذا تناولنا العلم بداعية ذاتية فطرية، يصبح العلم طريقا للدين، وأساسا للعقيدة، ولن يكون بين العلم والدين نبوة أو جفوة، فيصير كل موضوع علمي ذا صلة بالعقيدة الدينية، وأضحى الارتباط بين الدين والمعرفة العقلية، وبين علم الطبيعة، وما وراءها؛ ارتباط التفاعل والتمازج، ونشأ من ذلك اتجاه نحو الحياة، والسلوك فيها، يدفع به العامل الديني الاعتقادي في كل وجه من وجوهه، وصار الداعي الديني متجليا في بحوث العالِم، وما ينتجه الأديب، وما يصوغه الفنان، وصارت المعرفة العلمية سندا للمتكلم والفقيه، وأضحت كتب العقيدة الإسلامية-مثلا-جامعةً للمعارف الطبيعية والرياضية والإنسانية، يتجانس فيها العلم مع الدين، ويتساند العقلي والنقلي(<sup>[4]</sup>)، ولكن ما نجده اليوم في المناهج والمجتمع، من علمنة وتغريب، يستوجب أن نعتمد ثلاث عمليات جوهرية، عير التأسيس الصحيح للفكرة الدينية الإسلامية الصحيحة، وتمييزها عن بديلاتها المحرفة أو المزورة أو الدخيلة أو القاصرة. وفهم احتياجات الواقع المتحرك باستمرار، ومتابعة مستجدات حركته. وإدراج الفكرة الدينية ضمن حركة المجتمع، حسب احتياج الواقع، وترسيخها في الثقافة المتداولة في داخل الوسط الاجتماعي التلقائي(<sup>[5]</sup>).</p>
  410. <p>هذه العمليات تستند إلى أصل معرفي، ورؤية واقعية، وحركة اجتماعية، فلابد  لواضع الاستراتيجية التربوية الحضارية أن يستند إلى فهم حقيقي للإسلام، بعيدا عن التأويلات والفهوم المنحرفة، التي تقدم إسلاما منزوع القيم والروح والأحكام الشرعية، على نحو ما نجده في التفسيرات الغنوصية، أو الصوفية المنحرفة المبتدعة، أو التهويمات الفلسفية، أو الرؤى العلمانية التي تقدم تفسيرا للإسلام على الهوى الغربي، ووفق المنظور الاستشراقي، الذي احتفى بما هو فلسفي وغامض وغنوصي، وأمات العقيدة التوحيدية الخالصة، وفصل الإسلام عن الحياة، وجعله مثل المسيحية الغربية محصورة في الكنائس(<sup>[6]</sup>)، بل يجب العودة إلى الفهم الصحيح للإسلام، على ما كان عليه السلف الصالح، مصحوبا بوعي حقيقي لتفاعل المسلمين الحضاري، ثم النظر إلى واقع المجتمعات المسلمة، ما تحتاجه، وما ينقصها، والمشكلات النفسية والأخلاقية وتهديدات الغزو الفكري والثقافي، كي يصاغ الخطاب الإسلامي في التربية الحضارية وفق متطلبات واقع حياة المسلم اليومية، ومستجداتها، وساعتها سيجد المسلم إجابات شافية لكل الأسئلة التي تدور برأسه في مجالات الحياة المختلفة.</p>
  411. <div class="col-12 py-2 content-in-middle lightgray-bg no-select" after="8">
  412. <article>
  413. <div class="h5 py-2 content-in_entry d-flex"><small class="sq2"/><small>التعليم عند ابن خلدون</small></div>
  414. </article>
  415. <article>
  416. <div class="h5 py-2 content-in_entry d-flex"><small class="sq2"/><small>ما غرض التربية في مدارسنا؟</small></div>
  417. </article>
  418. </div>
  419. <h2> أزمة التربية العربية المعاصرة في 8 نقاط </h2>
  420. <p>في ضوء ذلك، يمكن أن نحدد أزمة التربية العربية المعاصرة في النقاط الآتية:</p>
  421. <ol class="wp-block-list">
  422. <li> إن واقع المنظومة التربوية في العالم العربي والإسلامي لا يزال متأثرا وبشكل واضح بالنزعة الاستعمارية، التي ترسّخ الفكر الغربي بشكل لاإرادي في عقول الناشئة، على اختلاف مراحلهم الدراسية، وتقدم صورة مشوهة عن الحضارة الإسلامية.</li>
  423. <li> هناك حالة من الجهل بالإسلام الصحيح، وبحضارته الكبرى، نتيجة عقود متصلة من التشويه، ونتيجة تراجع الخطاب الإسلامي، الذي جاء متأخرا، غير مواكب لمستجدات العصر، وللتحديات التي يواجهها المسلم المعاصر، وهو ما يستلزم تحديث الخطاب.</li>
  424. <li>عندما نقرأ مفهوم تجديد الخطاب في دائرة التربية الحضارية، نجده غير مقتصر على الخطاب الإعلامي، وإنما يبدأ ويتأسس في المناهج الدراسية، التي ينبغي أن تغلف موادها الدراسية بالفكر الإسلامي: المعتقد، والرؤية، والتصورات، والمفاهيم.</li>
  425. <li> الانفتاح على الحضارات الأخرى لا يعني استلابا أو تبعية، وإنما يعني استفادة ومثاقفة وندية، ويعني أيضا اعتزازا بالهوية، فأمة تمتلك تراثا حضاريا زاخرا، ثم تتنكر له، أو تجهله؛ هي أمةٌ بلا جذور، قابلة لأن تنقاد لا أن تقود.</li>
  426. <li>لابد من استحضار التاريخ الحضاري للمسلمين، فلا يمكن تلقين الطلاب المنظور الغربي، الذي يعلي شأن الحضارة اليونانية والرومانية، ويغمط حق الحضارة الإسلامية، وإن وردت إشارات عنه فهي نتفات، تجعل تمثيل حضارة الإسلام تمثيلا شائها، لا يعبر عن القاعدة العلمية في الحضارة الإسلامية، وإنما مجرد شخصيات فردية. </li>
  427. <li> من الواجب إنهاء ثنائية التعليم الديني والتعليم المدني، فهي منقولة من النظام الغربي، الذي يحصر التعليم الديني في مدارس الكنائس، ويجعله مقتصرا على علوم الدين، أما التعليم الحي والمتقدم والحديث فهو التعليم المدني، علماني التوجه.</li>
  428. <li>إن التوظيف المعرفي للعلوم الدينية يعني تقديم علوم الدين بخطاب سهل الفهم، بلغة معاصرة، وقضايا راهنة، على أن تبقى المراجع التراثية في دائرة طلاب الدراسات العليا والمتخصصين، ومن هنا تصبح علوم الدين حية، متجددة معرفيا.</li>
  429. <li>لا يمكن للتربية الحضارية أن تتحقق، وتنزل ميدان الواقع إلا على نخبة تؤمن بها، فمن العبث أن نتخيل عقولا متغربة، تنتصر للنموذج الغربي، يمكن أن تتبنى استراتيجية التربية الحضارية، ففاقد الشيء لا يعطيه.</li>
  430. </ol>
  431. </div>
  432. <hr class="mb-3"/>
  433. <div id="the_reference"><button id="ShowRefernces" class="toggle-btn"><span class="arrow"/><span>قائمة المصادر والهوامش</span></button></p>
  434. <div id="refernces" class="refernces toggle-content d-none amp-d-block d-print-block">
  435. <p>[1] &#8211; قمومية، مراد، الوظيفة الحضارية للمنظومة المعرفية الإسلامية: رؤية المدرسة الحضارية، (2022)، مجلة البحوث العلمية والدراسات الإسلامية، المجلد 14، العدد 4، ص423.</p>
  436. <p>[2] &#8211; علمي، خالد، إطلالات على ظاهرة الإلحاد في العالم العربي، (2021)، موقع هسبريس.</p>
  437. <p>[3] &#8211; كنعان، أحمد علي، الأساليب المقترحة لتحصين الشباب العربي ضد التيارات المعادية، (2008)، مجلة جامعة دمشق، المجلد 24، العددان الأول والثاني، ص265- 267.</p>
  438. <p>[4] &#8211; بن عاشور، الفاضل، روح الحضارة الإسلامية، ص32.</p>
  439. <p>[5] -قمومية، عمر، الوظيفة الحضارية للمنظومة المعرفية الإسلامية، مرجع سابق، ص424.</p>
  440. <p>[6] &#8211; عمارة، محمد، العلمانية بين الغرب والإسلام، ط1، 1996، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة، مصر، ص8، 9.</p>
  441. </div>
  442. </div>
  443. </div>
  444. <div id="FeedBack">
  445. <p>هل انتفعت بهذا المحتوى؟</p>
  446. <p><button id="myFeeNoModalTrigger" class="feedbackBtn icon-no no-select" data-toggle="modal" href="#The_feed_no_modal" aria-label="Open Negative Feedback Form"> لا </button><button id="myFeeYesModalTrigger" class="feedbackBtn icon-yes no-select" data-toggle="modal" href="#The_feed_yes_modal" aria-label="Open Positive Feedback Form"> نعم </button></p>
  447. </div>
  448.  
  449. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b3%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9.html">سبل التفعيل الحضاري للهوية الإسلامية في المنظومة التربوية العربية</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  450. ]]></content:encoded>
  451. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b3%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9.html/feed</wfw:commentRss>
  452. <slash:comments>0</slash:comments>
  453. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/altf3yl-al7dary-llhwya-aleslamya.jpg" medium="image"></media:content>
  454. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20443</post-id> </item>
  455. <item>
  456. <title>صدى التكبير .. وتعظيم العلي الكبير</title>
  457. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1.html</link>
  458. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1.html#respond</comments>
  459. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  460. <pubDate>Sun, 01 Jun 2025 07:34:52 +0000</pubDate>
  461. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  462. <category><![CDATA[التكبير]]></category>
  463. <category><![CDATA[العلي]]></category>
  464. <category><![CDATA[الكبير]]></category>
  465. <category><![CDATA[صدى]]></category>
  466. <category><![CDATA[وتعظيم]]></category>
  467. <guid isPermaLink="false">http://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1.html</guid>
  468.  
  469. <description><![CDATA[<p>سألني صاحبي ذات صفاء: ما سرّ صدى التكبير الذي يعمّ الأرجاء مع بدايات عشر ذيالحجة؟ لماذا تتردّد “الله أكبر” على ألسنة الناس، في الطرقات والمنازل، في المساجد والأسواق، في الليل والسحر، في الفجر والغروب، وكأن الدنيا كلها تسبّح بنغمة واحدة؟ فابتسمتُ، وقلت له: ألم تشعر يومًا وأنت تردد “الله أكبر” كأنّ قلبك يتّسع؟ كأنّ الروح &#8230;</p>
  470. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1.html">صدى التكبير .. وتعظيم العلي الكبير</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  471. ]]></description>
  472. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  473. </p>
  474. <div itemprop="articleBody">
  475. <p>سألني صاحبي ذات صفاء: ما سرّ صدى التكبير الذي يعمّ الأرجاء مع بدايات عشر ذيالحجة؟</p>
  476. <p>لماذا تتردّد “الله أكبر” على ألسنة الناس، في الطرقات والمنازل، في المساجد والأسواق، في الليل والسحر، في الفجر والغروب، وكأن الدنيا كلها تسبّح بنغمة واحدة؟</p>
  477. <p>فابتسمتُ، وقلت له: ألم تشعر يومًا وأنت تردد “الله أكبر” كأنّ قلبك يتّسع؟ كأنّ الروح تهتز من تحت أعبائها وتنهض نحو السماء؟</p>
  478. <p>ليست “الله أكبر” كلمة تُقال، بل نبضة من نور، هدير من جلال، صرخة الأرواح المستيقظة وهي تتجرّد من أوهام الدنيا، لتلتصق بعظمة الله وحده.</p>
  479. <p>ليس معناها أن “الله أكبر من كل شيء” كما نظنّ ببساطة، بل هو أكبر من أن يُقارن، من أن يُحدّ، من أن يُشَبَّه.</p>
  480. <p>هو الكبير بلا حدود، العظيم بلا قياس، الجليل الذي لا يُدرك وصفه، ولا يُحيط به عقل.</p>
  481. <p>حين تقول “الله أكبر” حقًا، كأنك تُسكت ضجيج الحياة، وتنسحب إلى داخل روحك، فترى اتساع السماء في عينيك، وامتداد الصمت بين جوانحك، وتدرك –لحظتها– أنك لست صغيرًا، لأنك متصل بالكبير.</p>
  482. <p>التكبير يرتفع في أيام ذي الحجة لا لأن الزمان يفرضه، بل لأن الأرواح تكون آنذاك أقرب ما تكون إلى التجلّي..</p>
  483. <div class="col-12 py-2 content-in-middle lightgray-bg no-select" after="8">
  484. <article>
  485. <div class="h5 py-2 content-in_entry d-flex"><small class="sq2"/><small>فضل التكبير في ذي الحجة</small></div>
  486. </article>
  487. </div>
  488. <p>في تلك الأيام، يحجّ الناس، لكن تكبيرهم يصلنا، فيسري في قلوبنا، نحن البعيدين، كما لو كنّا واقفين بجوارهم على عرفات، أو طائفين في البيت، أو ملبّين بين الجموع.</p>
  489. <p>وفي التكبير، تشعر بأنك لست وحدك.</p>
  490. <p>فصوتك يمتزج بأصوات المحبين، المكبّرين، المشتاقين، فتتحد الأرواح في أنشودة سماوية، يُرفع بها الستار بين الأرض والسماء، وينبعث في القلب يقين عميق: أننا جميعًا نمضي إليه.. وأنه وحده الكبير الذي نرجع إليه.</p>
  491. <p>هذا التكبير لا يعرفه قلبٌ خائف، ولا يُولد في روحٍ راكدة.</p>
  492. <p>هو نبض الشجاعة في وجه الخوف، صوت النور في ليل المحن، رجع اليقين في زمنٍ يتشظّى فيه كل شيء.</p>
  493. <p>إذا كبّرت من أعماقك، هربت من خوفك، وتطهرت من صغار الدنيا.</p>
  494. <p>تصبح كبيرًا لا بقوتك، بل بالله.</p>
  495. <p>تعلو على أوجاعك، ترتفع فوق سجونك، تتحرر حتى وأنت في قيودك، لأنك تعلّقت بالكبير، واستندت إلى الجبّار.</p>
  496. <p>ومن عظمة هذا الذكر أنه صار نشيد العيد، وترانيم الفرح، وصوت الذاكرين في زمن السرور والوصال.</p>
  497. <p>كم هو عجيب أن يجتمع الفرح مع الجلال! أن تكون نغمة العيد “الله أكبر”!</p>
  498. <p>كأنّنا نقول: كلّ الفرح لك، وكلّ الحمد لك، وكلّ الرجاء إليك.</p>
  499. <p>فيا من ضاقت بك الأرض، ويا من أرهقتك الخطوب، ويا من اشتدت عليك الليالي:</p>
  500. <p>قف لحظة…</p>
  501. <p>وارفع رأسك نحو السماء…</p>
  502. <p>واذكرها بصدقٍ من أعماقك:</p>
  503. <p>الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر… لا إله إلا الله.</p>
  504. <p>الله أكبر، الله أكبر… ولله الحمد.</p>
  505. <p>فهذا الهتاف، ليس صوتًا من فمك فقط، بل ارتقاءٌ من روحك نحو عرش الرحمن.</p>
  506. <h2>التكبير في عشر ذي الحجة</h2>
  507. <p>ليس مجرد كلماتٍ تُردَّد على الألسن، بل هو نداء ولاءٍ خالص لله، وتجديدٌ للعهد بالتوحيد، وترسيخٌ لمعاني العبودية في أعماق القلوب، لمن له المُلك والملكوت، والعظمة والجبروت.</p>
  508. <p>في هذه الأيام المباركة، تعانق أصوات المكلّلين بالتكبير أرجاء السماء، فتخشع القلوب، وتستنير الأرواح، ويتجدد الإيمان في النفوس، وتفيض القلوب تعظيمًا لله، وإجلالًا لمقامه العظيم.</p>
  509. <p>“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد” — ليست مجرد صيغة محفوظة، بل هي نفَسُ الروح إذا صدق، وصيحة القلب إذا أقبل، تملأ الأماكن والأسواق والمساجد، لكنها قبل ذلك تملأ الأرواح وتهزّ الغفلة من أعماقها، وتوقظ القلب ليفرّ إلى الله، ويخلع عنه أثقال التعلق بالدنيا.</p>
  510. <p>فيا من تُكبّر، لا تجعل التكبير صدى صوتٍ فقط، بل اجعل قلبك يتحدث مع كل “الله أكبر”، وتذكر أن هذه الكلمة تعني أن الله فوق كل شيء في حياتك:</p>
  511. <p>فوق الهوى،</p>
  512. <p>وفوق الشهوة،</p>
  513. <p>وفوق الطموح،</p>
  514. <p>وفوق الخوف،</p>
  515. <p>وفوق الهمّ،</p>
  516. <p>وفوق كل ما سواه.</p>
  517. <p>اجعل من التكبير زادًا لقلبك، وموطنًا لتوحيدك، وموعدًا بينك وبين ربك. اغرس “الله أكبر” في أرض قلبك، واسقها باليقين، واعتنِ بها بالتفكر والتدبر، تجنِ منها ثمار الطمأنينة والنور والرضا.</p>
  518. <p>فأكثروا من التكبير في هذه الأيام، وأكثروا من استحضار عظمة من تكبّرون له، واطلبوا به وجه الله خالصًا، تجدوا فيه حياةً تُبعث في القلوب، وفتحًا من التوبة، وقربًا لا يُقارن.</p>
  519. </div>
  520.  
  521. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1.html">صدى التكبير .. وتعظيم العلي الكبير</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  522. ]]></content:encoded>
  523. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%b5%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d8%b8%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1.html/feed</wfw:commentRss>
  524. <slash:comments>0</slash:comments>
  525. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/sda-altkbyr.jpg" medium="image"></media:content>
  526. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20441</post-id> </item>
  527. <item>
  528. <title>معالم في طريق النهضة &#8211; إسلام أون لاين</title>
  529. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86.html</link>
  530. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86.html#respond</comments>
  531. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  532. <pubDate>Sun, 01 Jun 2025 07:24:02 +0000</pubDate>
  533. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  534. <category><![CDATA[أون]]></category>
  535. <category><![CDATA[إسلام]]></category>
  536. <category><![CDATA[النهضة]]></category>
  537. <category><![CDATA[طريق]]></category>
  538. <category><![CDATA[في]]></category>
  539. <category><![CDATA[لاين]]></category>
  540. <category><![CDATA[معالم]]></category>
  541. <guid isPermaLink="false">http://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86.html</guid>
  542.  
  543. <description><![CDATA[<p>أضع بين يدي القارئ الكريم كلمات تجري في سياق الحديث عن معالم النهضة وآليات استعادة الفعالية الحضارية أو المشاركة فيها ومقاربة ذلك، وهذه الكلمات أعدّها من مشروع “الجودة” المنشود في التفكير والأداء، والذي يتحدّث فيه اليوم العالم المتقدّم وينافس فيه، وآمل أن تكون هذه الكلمات مساهمة في طريق التحضر. وقد اعتمدت في طرح هذا الموضوع &#8230;</p>
  544. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86.html">معالم في طريق النهضة &#8211; إسلام أون لاين</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  545. ]]></description>
  546. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  547. </p>
  548. <div itemprop="articleBody">
  549. <p>أضع بين يدي القارئ الكريم كلمات تجري في سياق الحديث عن معالم النهضة وآليات استعادة الفعالية الحضارية أو المشاركة فيها ومقاربة ذلك، وهذه الكلمات أعدّها من مشروع “الجودة” المنشود في التفكير والأداء، والذي يتحدّث فيه اليوم العالم المتقدّم وينافس فيه، وآمل أن تكون هذه الكلمات مساهمة في طريق التحضر.</p>
  550. <p>وقد اعتمدت في طرح هذا الموضوع على كثير مما كتبه المفكر الكبير الأستاذ مالك بن نبي فقيه الحضارة، ورأيت أن أنتقي بعض القضايا المفصلية التي تعيننا على تصور المشكلة التي تمر بها الأمة على مستوى الفكر والتنظير والتخطيط وغير ذلك، مع محاولة تصور الحلول الناجعة من أجل إعادة رسم خطة في مسار النهضة.</p>
  551. <h2>أولا- الحركة من أجل التطوّر والتغيير الإيجابيّ سمة الباحثين والعاملين من أجل النهضة</h2>
  552. <p> (فكلّ جماعة لا تتطور ولا يعتريها تغيير في حدود الزمن تخرج بذلك من التحديد الجدليّ لكلمة مجتمع)([1]). و(تكسب الجماعة الإنسانية صفة “المجتمع” عندما تشرع في “الحركة”، أي عندما تبدأ في تغيير نفسها من أجل الوصول إلى غايتها، وهذا يتفق من الوجهة التاريخية مع لحظة انبثاق حضارة معينة، أمّا الجماعات الساكنة، فإنّ لها حياة اجتماعية دون غاية، فهي تعيش مرحلة ما قبل الحضارة)([2]).     </p>
  553. <h2>ثانيا – العامل الأخلاقي شرط في الوظيفة البنائية لأي مجتمع</h2>
  554. <p>والعامل الأخلاقي لكل بناء نهضوي أو غيره شرط صحّة ووجود، إذ لا يصح ذلك بلا منظومة أخلاقية صحيحة، والصحّة عندنا مكتسبة من صحة المصدر: الوحي. وإذا فقدت المنظومة الأخلاقية فمعناه انخرام شبكة العلاقات الاجتماعية، وإذا انخرمت هذه الشبكة انتهى المجتمع وانطمس، وتوقفت عجلة تاريخه. قال الأستاذ مالك بن نبي: (كلما حدث إخلال بالقانون الخلقيّ في مجتمع معيّن، حدث تمزق في شبكة العلاقات التي تتيح له أن يصنع تاريخه)([3]).</p>
  555. <p>والإخلال بالمنظومة الأخلاقية ينعكس سلبا على عالم الأفكار وكذا في عالم الأشياء كما يبيّن الأستاذ مالك رحمه الله في قوله:(العلاقة الفاسدة في “عالم الأشخاص” لها نتائجها السريعة في “عالم الأفكار” وفي “عالم الأشياء”، والسقوط الاجتماعيّ الذي يصيب “عالم الأشخاص” يمتدّ إلى “الأفكار” وإلى “الأشياء” في صورة افتقار وفاقة، فهناك أفكار رأت النور في المجتمع الإسلاميّ في القرن الرابع عشر الميلاديّ كفكرة الدورة الدموية، ومع ذلك ظلت غائبة عن “عالم الأفكار”؛ لأنّ شبكة علاقاته قد تمزقت)([4]).</p>
  556. <h2>ثالثا- التخطيط والاستشراف عامل إيجابي من أجل تحريك المجتمعات</h2>
  557. <p>(التخطيط في بلد في طور النمو يهدف أساسا إلى تحريك كامل طاقاته وموارده البشرية والمادية تحريكًا يؤدّي إلى ديناميكية اجتماعية. وبابتعاد أحد عناصر هذا التخطيط مهما كان ضئيلا عن المقياس العام للمجموع أو عن القواعد الأخلاقية الملازمة للعمل الجماعيّ لا يمكن بالنتيجة إلا أن يؤثر سلبيا على توازن الديناميكية التي يراد خلقها)([5]).</p>
  558. <p>وطرح الأستاذ مالك سؤالا عميقا في دلالته أكثر من مرة: هل توجد خطة في الجزائر؟ [ص31، وص32، وص35]. وهذا سؤال قديم متجدّد، وما زلنا نطرحه اليوم، ثم نبّه الأستاذ على أمر مهم وهو: (أنّ التخطيط يفقد معناه التقنيّ من اللحظة التي تكون فيها فكرته الرائدة مستوحاة من الخارج، فهذا لا يكون تخطيطا، وإنما مجرد مهارة كمهارة البقّال الذي يملأ رفوفه بما تمليه متطلبات زبائنه وأهواؤهم)([6]).</p>
  559. <p>ومن ظريف بيانه لفشل التخطيط يضرب مثلا جميلا فيقول: (لنقل فكرتنا بوضوح: لا يخلق حيٌّ يمشي ويعمل بتجميع أربعة أطراف وجذع ورأس جلبت من المشرحة، كذلك لا تستطيع مجموعة متباينة من المخططات الصغيرة أن تكون مخططا عامّا…)([7]).</p>
  560. <h2>رابعا: ترتيب الأولويات: “الواجب قبل الحقّ” منطلق من منطلقات صناعة التاريخ والحضارة</h2>
  561. <p>لا شك أن قضية الحق والواجب من القضايا الفلسفية التي جرى فيها كثير من الكلام والبحث: “أيهما أسبق لتحقيق العدالة”، وللأستاذ مالك بن نبي وجهة نظر وفلسفة مؤصلة باعتبار الرؤية التكاملية الجامعة، يقول: (التاريخ لا يبدأ من مرحلة الحقوق، بل من مرحلة الواجبات المتواضعة في أبسط معنى الكلمة، الواجبات الخاصة بكلّ يوم، بكلّ ساعة، بكلّ دقيقة، لا في معناها المعقّد، كما يعقّده عن قصد أولئك الذين يعطلون جهود البناء اليوميّ بكلمات جوفاء وشعارات كاذبة، يعطلون بها التاريخ بدعوى أنّهم ينتظرون الساعات الخطيرة والمعجزات الكبيرة)([8]).</p>
  562. <p>ونجده – رحمه الله- يعطي النموذج العملي، من خلال تصور فعال لقيمة الواجب في حياة الفرد المسلم، وما ينتج عنه في حصاد العام من ساعات العمل اليومية عندما تتراكم، يقول: (… نعلم الطفل والمرأة والرجل تخصيص ‌نصف ‌ساعة يوميا لأداء واجب معين، فإذا خصص كل فرد هذا الجزء من يومه في تنفيذ مهمة منتظمة وفعالة، فسوف يكون لديه في نهاية العام حصيلة هائلة من ساعات العمل لمصلحة الحياة الإسلامية في جميع أشكالها العقلية والخلقية والفنية والاقتصادية والمنزلية، وسيثبت هذا (النصف ساعة) عمليا فكرة الزمن في العقل الإسلامي، أي في أسلوب الحياة في المجتمع، وفي سلوك أفراده، فإذا استغل الوقت هكذا فلم يضع سدى ولم يمر كسولا في حقلنا، فسترتفع كمية حصادنا العقلي واليدوي والروحي، وهذه هي الحضارة)([9]).</p>
  563. <p>وفي موضع آخر، في كتاب “المسلم في عالم الاقتصاد”، يوظف حديثا من أحاديث النبي <span class="PUH">ﷺ</span> في هذا السياق – في بيان أولوية الواجب على الحق في عالم الاقتصاد والإنتاج- توظيفا دقيقا، يقول: (… نرى الرسول <span class="PUH">ﷺ</span> يعطينا في قضية المتسول الذي أتى يسأل يوما “لقمة عيش”  كان من “حقه” أن يأخذها من المجتمع، بنص من القرآن الكريم في الزكاة، وكان النبي <span class="PUH">ﷺ</span> أدرى الناس بتطبيقه، كما كان <span class="PUH">ﷺ</span> أجود من الرياح السخية في الربيع لتقديم هذه اللقمة لمسكين جاء يطلبها.</p>
  564. <p>ولكن أعمال النبي <span class="PUH">ﷺ</span> تشريع أو عبرة لأمته، فأشار الرسول على من حوله من الصحابة رضوان الله عليهم بأن يجهزوا هذا الفقير ليحتطب([10])، وأشار على الرجل بأن يحتطب ليأكل من عمل يده.</p>
  565. <div>
  566. <figure class="aligncenter size-large"><img decoding="async" width="600" height="330" src="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/civi13-600x330.jpg" alt="نهر النيل يتدفق عبر المناظر الطبيعية، مع ظهور أهرامات مصر في الخلفية. يُظهر التصميم الجمالي أشجار النخيل وألوان دافئة تعكس غروب الشمس، مما يبرز جمال الثقافة المصرية." class="wp-image-141780" loading="lazy"/></figure>
  567. </div>
  568. <p>فإذا حللنا هذه الأبعاد الخلقية لهذه القصة، نرى كيف يحل الرسول <span class="PUH">ﷺ</span> أزمة اجتماعية تعرض عليه صورة متسول من المساكين، فيفضل صلوات الله عليه حلها في نطاق “الواجب” على “الحق”، أو إذا قدرنا الأبعاد الاقتصادية فإننا نراه <span class="PUH">ﷺ</span> يفضل الحل في نطاق “الإنتاج”. وكل مواقف الرسول <span class="PUH">ﷺ</span> الأخرى تدعم هذا الاتجاه، بل هذا التوجيه لأمته إن شئنا في مجال الأخلاق، أو في مجال الاقتصاد. كما نراه <span class="PUH">ﷺ</span> في موقف آخر يعطي لصحابي يطلب ممن كان حاضرا، ثم يتكرر الطلب فيتكرر العطاء، ثم يتكرر الطلب والعطاء للمرة الثالثة، ويأتي التوجيه في صورة بارزة فيقول <span class="PUH">ﷺ</span> للطالب: ” … إن اليد العليا خير من اليد السفلى”[11])([12]).</p>
  569. <p>وللأستاذ مالك بن نبي رؤية رائعة في مخرجات معادلة الواجب والحق، من حيث أولية أحدهما على الآخر أو استواؤهما، يقول رحمه الله-: (… فحسب تركيزه على مفهوم “الواجب” أو على مفهوم “الحق”، تكون معادلته الاقتصادية إيجابية بفائض الإنتاج على الاستهلاك، أو متعادلة إذا استوى الطرفان، أو سلبية إذا كان الاستهلاك أرجح في الميزانية. ففي الحالة الأولى يستطيع المجتمع استثمار فائض إنتاجه في العمليات والميزانيات المقبلة فهو مجتمع نام. وفي الحالة الثانية فإن كفتي ميزانه متعادلتان فلا ترجح واحدة على الأخرى، فهو لا يصعد ولا يهبط، فهو مجتمع راكد. أما في الحالة الثالثة فكفة استهلاكه أرجح لا يصعد ولا يستقر، فهو مجتمع ينهار)([13]).</p>
  570. <h2>خامسا – الخروج من ظاهرة “التكديس” إلى البناء في اتجاه الحضارة</h2>
  571. <p>ومع الأسف غرقت الأمة في عالم التكديس “بعقلية الشيئية”، وعطلت فكرة البناء، التي جوهرها الفكرة، فأصبحت خارج التاريخ، لأن غروب الفكرة يعني بزوغ الوثن، كما قال الأستاذ مالك بن نبي([14]). والبناء أساسه عالم الأفكار، واندماح مجتمع في التاريخ يكون عندما تكون للأفكار دور وظيفي، لأن الحضارة هي القدرة على القيام بوظيفةٍ أو ‌مهمة ‌معينةٍ([15]).</p>
  572. <h2>سادسا- الشهادة حافز للمضي في الإنتاج الفكري وليس منتهى الطلب</h2>
  573. <p>كثير ممن نشاهدهم اليوم من الذين يتحصلون على الشهادات العليا، بمجرد تحصيله لتلك الرتبة يتوقف عن الإنتاج العلمي، ويستقيل فكريا، مع العلم أن كثيرا منهم من لم يبدأ بعد، سوى تلك الأطروحة أو الرسالة، فما أكثر الدكاترة الذين حازوا ذلك الحرف “د” فاستظلوا تحته، كمثل الذي بنى” سقفا” ولم يزد عليه، وبقي تحته مكتفيا بذاك اللقب من غير مشاركة فاعلة في المجتمع أو تطوير للمعارف ونحو هذا، بينما في المجتمع الآخر يبدأ الفكر والجهد والاجتهاد بعد الحصول على الشهادات، (فالنخبة عندنا لا تشعر بحاجة إلى المطالعة بعد تخرجها، وعملها الفكريّ ينتهي- لأسباب اجتماعية ونفسية موروثة- عند تحصيل الشهادة… أي عند النقطة التي تبتدئ فيها النخبة في البلاد الأخرى العمل الفكري الجديّ)([16]).</p>
  574. <h2>سابعا – تحويل الفكرة إلى ممارسة اجتماعية وسلوكية فيما يُكتب وينشر</h2>
  575. <p>ما أكثر ما كتب الكُتّاب وألّـف المؤلفون، لكن كم هي الأفكار التي ترجمت إلى أعمال بنائية، وساهمت في تغيير الذهنيات نحو انطلاقة جديدة لاستعادة المبادرة للحاق بالآخر، والسير معه سير الأنداد، لا سير المقلدة الأتباع، تلك الكتابة التي تصنع من المجتمع أمة، ولأجل هذا نبه الأستاذ مالك بن نبي إلى جدية التأليف والكتابة، بحيث تكون فاعلة تستنهض الهمم وتوقظ الكفاءات الصامتة.</p>
  576. <p> يقول- رحمه الله-: (لا ينبغي لمن يكتب أن يكون مجرد آلة كاتبة، تنقل لنا “نسخة” دون أن تقدر للكلمات التي كتبتها أي نتيجة اجتماعية، إنّ على من يكتب واجبا إزاء الكلمات التي يكتبها، يجب عليه أن يتتبعها خارج مكتبه، في معركة الحياة والصراع الفكري، أن يتتبعها في عملها في المجتمع… يجب عليه أن لا يغفل تلك الصلة- صلة السبب بنتيجته- التي تنشأ في إطار مشكلة اجتماعية واحدة إذ تنشأ بصفة أوتوماتيكية فكرة بين من يكتبها وبين من يصيّرها أو يحاول أن يصيرها عملا، …</p>
  577. <p>ومن هنا ينشأ واجب آخر لمن يكتب، هو أن تكون له فكرة صحيحة بقدر الإمكان عن شخصية القارئ الذي يقوم بدور رئيسي في تقرير قيمة الأفكار الاجتماعية؛ لأنه هو العامل المحوّل الذي يحوّل الفكرة فيصيّرها واقعا محسوسًا في سلوكه أو شيئا ملموسًا في محيطه)([17]).</p>
  578. <h2>ثامنا – القيادة في ظل العمل بروح الفريق مهارة من المهارات</h2>
  579. <p>لا ينبغي للمسؤول أن يتميز عن أعضاء فريقه في أداء الواجب، ولا يليق به أن يسلك طريق المتابعات والمحاسبات لأسباب تافهة، بل يحسن به أن يكون بعيدًا عن تصيّد العيوب من العاملين، فإنّ هذا من شأنه أن يثبط العزائم، ويضعّف روح الفريق، ويقضي على الثقة بين العاملين، وتطغى بعد ذلك عقلية التبرير والفرار من تحمّل المسؤولية بالحيل وربما الكذب. إنّ “المسؤول” في المؤسّسة ينبغي أن يكون أوّل من يؤمن بـ”روح الفريق”، وهو من يجمّع ويوفق بين الأعضاء المشتركين في العمل، وعندما يعطي الحرية للعاملين معه في أداء واجباتهم، فإنّ ذلك كفيل بإبراز قدراتهم وإبداعاتهم.</p>
  580. <p>والحق أن العمل بروح الفريق مبدأ منطقي، وحتمية لازمة لمن أراد النجاح، ونتائجه مشهودة، ولأضرب مثلا للتقريب: لو أنّ لاعبا ماهرا لا يستطيع أن يمرّر الكرة لأحد من زملائه، فهل يستطيع أن يلعب وحده أو أن يخرج مهاراته؟ وكذلك العمل بروح الفريق، لا جدوى مرجوة من عمل الفرد وحده في مشروع مرتبط بالمجموعة، ولذا نصح مدرّب كرة السلّة دين سميث</p>
  581. <p> (Dean Smith Coach) لاعبه الأسطورة مايكل جوردن (Michael Jordan) فقال له: “مايكل ! إذا كنت لا تستطيع أن تمرّر الكرة، فإنّك لا تستطيع اللعب”.</p>
  582. <p>“Michael, if you can’t pass, you can’t play »</p>
  583. <p>فالمسؤول الذي يؤمن بمبدأ العمل بــ “روح الفريق” تجده متفاعلًا مع الطاقم الذي يشتغل معه، مشجّعًا لكلّ واحد من العاملين، مُشعرًا إيّاه بقيمته في المنظومة العاملة، يجزل الثناء للعامل إذا أحسن في العلن ويكافئه، ويعاتبه في السرّ إذا أخطأ، ولا شكّ أنّ الثناء في العلن من غير غلو وظيفة عمليّة تحفيزية ضرورية للاستمرار وتحقيق النجاح، والملامة في السرّ عملية مشجعة على تخطي الأخطاء، ويعجبني في هذا المعنى قول الأديب الفرنسي “فولتي”ر  Voltaire: (تقدير الآخرين شيء رائع؛ فإنه يجعل أفضل ما عند الآخرين ملكًا لنا أيضًا).</p>
  584. <p>« L’appréciation est une chose merveilleuse : elle fait que ce qui est excellent chez les autres nous appartient également. »</p>
  585. <p>“Appreciation is a wonderful thing: It makes what is excellent in others belong to us as well.”</p>
  586. <p>ولا يخفى أن العمل في فريق لا بدّ لكي يحقّق المطلوب أن يكون كلّ الأعضاء فيه عاملين، منسجمين، ملتزمين، صادقين، متواضعين، مرنين، ناصحين، متواصلين. ومما أفدته من بعض ما قرأت في تصنيف بعض المعوّقات لمسيرة تحقيق الجودة والنجاح في إطار فريق العمل بعض الأمراض النفسية، ومنها:</p>
  587. <p>1- نفسية “أنا الأفضل” فتجد أحدهم يحبّ أن يثبت أنه الأفضل دون أن يقول ذلك، لكن من خلال إبراز أعماله والتحدّث عن نفسه، ومن خلال التقليل من شأن الآخرين ومن عملهم، وبإبـراز خطأ الفريق إذ لم يأخذوا برأيه، ونحو ذلك.</p>
  588. <p>2- نفسية “أنا لك بالمرصاد” فتجد من يتسلط على فرد في الفريق متتبعا أخطاءه ليبرزها، ويبحث عن سلبياته بشكل مستمرّ، وهذا سعيا منه لتدميره وإقصائه، وربما كان ذلك لخلاف شخصيّ أو حسد أو غير ذلك.</p>
  589. <p>3- نفسية “لا تحدثوا مشكلة” أو لا تخوضوا في هذا أو ذاك كي لا تحدث مشكلة، فتجده لا يحبّ مناقشة المشكلات والخلافات، بل يرّكّز فقط على الإيجابيات.</p>
  590. <p>4- نفسية “عملي هو الأهمّ” فيحتاج كلّ الدعم، فيعتقد هذا أنّ على الآخرين أن يقدّموا عمله على عملهم، ويطالب بأفضل الإمكانيات.</p>
  591. <p>5- نفسية “افعلوا ما شئتم ولا تكلفونـي شيئا”، فتجده مستقيلًا فعليا، فكلما طلب منه عمل يعتذر عنه بشتى الأعذار طالبا منهم إعفاءه وإلقاء مسؤولية العمل على الآخرين.</p>
  592. <p>6- نفسية  “لا فائدة من عملكم”، يريد أن يقول كلّ شيء مستحيل ولا يمكن تحقيقه، ولا داعي للخوض فيه أو مجرد المحاولة، وهو ما يعبّر عنه الأستاذ الكبير مالك بن نبي رحمه الله “ذهان الاستحالة”.</p>
  593. <p>7- نفسية “أنا أكثر ولاء للمؤسسة” أو للوطن، فتراه يهاجم أصحاب الآراء والاقتراحات غير العادية بالنسبة له، ويسعى لإبراز ولائه في كلّ مرة رافعا شعار خدمة المؤسّسة أو الوطن ونحو هذا.</p>
  594. <p>8- نفسية “دعونا نناقش القضايا العملية” فتجد بعضهم لا يحبّ أن يناقش القضايا التصورية، وربما لا يحسن ذلك، فيلجأ إلى التركيز على الجوانب العملية مع العلم أنّها مبنية على التصور ابتداء.</p>
  595. <p>9- نفسية “أنا لم أقصّر بل أنتم المقصّرون” فهذا يلوم غيره ليخرج نفسه من اللوم عن تقصيره في العمل، فيبادر إلى الهجوم على الآخرين حين كشفِّ أخطائه أو تقصيره.</p>
  596. <p>10- نفسية “أنتم أعلم” وهذا يحصل كثيرا مع العضو الجديد في المجموعة مع وجود الأقدم، فتجده يتعلل بمثل هذا عندما يسأل عن رأيه أو موقفه من أمر ما. </p>
  597. <p>11- نفسية “أنا صاحب السلطة” أو “أنا المسؤول هنا”، فتراه لا يسمح لأحد أن يخرج عن سلطته، ويردّ على كلّ واحد ممن يحضر معه جلسات العمل أو غيرها، ولا يحبّ لغيره التدخل لإبراز رأيه في أيّ  موضوع، وتجده كثير الكلام مستحوذا على معظم الوقت([18]).</p>
  598. <p>هذه بعض المعوّقات النفسية لعمل الفريق من أجل تحقيق النجاح والجودة المرجوة، وتنطبق على كلّ مراحل إنجاز أي مشروع بنائي بما فيها كيفية إدارة الاجتماعات وغيرها من مسار الإنجاز.</p>
  599. <p>ثمّ إنّ أيّ نجاح لأيّ مؤسّسة يبدأ بالاعتناء بأهون الواجبات وأصغرها والتي يحتقرها كثير من الناس، وكذا بفعالية أصغر موظف في المؤسّسة إلى أكبر من فيها، وبهذا يحصل التكامل، وأيّ تفريط في الواجب مهما بدَا لبعضهم حقارته كفيل بتعطيل مسيرة النجاح و«الجودة» المرجوة، فكيف إذا تقاعس المسؤولون عن أداء واجباتهم وانصرفوا إلى ما يحقّق أغراضهم الخاصّة؟</p>
  600. <h2>تاسعا – تحقـيق “الجـودة” في الوظيفة التعليمية مهمـة جماعيـة وقضية استراتيجيـة</h2>
  601. <p>تشخيص معايير “الجودة” وتفعيلُها وتطبيقُها وضمانُـها عمليةٌ جماعيةٌ مشتركةٌ، وليس الفرد وحده أو مجموعة يمكنها تحقيقها وإن كانوا متميزين ذوي كفاءة عالية وخبرة متميزة، فهي تكاتف جهود وتراكم خبرات ضمن شبكة العلاقات الممتازة بين الأفراد الفاعلين (الإدارة وهيئة التدريس والطلبة والموظفين)، كلّ بحسب عمله واختصاصه وموقعه، وقبل ذلك ينبغي أن تكون -الجودة – مشروعًا يؤمن به الجميع، وينطلق من الإرادة الحضارية([19]) عند كل فرد في المجموعة، فهي التي تصنع الإمكان الحضاري، وفي غياب “الإرادة الحضارية” لا يمكن التخلص من التبعية والتخلف، فلا بدّ أن يستشعر الجميع ثقل هذه المسؤولية، وبغير الشّعور بالمسؤولية وترجمته عمليا تصير الأمور عبثية يطغى فيها حبّ التمركز والاستيلاء على المناصب والمنافسة عليها، وهدر القيم وغير ذلك من الآفات.</p>
  602. <div>
  603. <figure class="aligncenter size-large"><img decoding="async" width="600" height="330" src="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/civi8-600x330.jpg" alt="صورة مركبة تحتوي على ثلاثة عناصر: نقش بارز يظهر شخصين يحملان عربة، ورسم تخطيطي لمعبد قديم، وطبقات من ورق قديم. تعكس الصورة تاريخ الحضارات القديمة وتطور الكتابة والفن المعماري." class="wp-image-141781" loading="lazy"/></figure>
  604. </div>
  605. <p>والحقّ أنّ العبرة في ذلك بمن غلب، فإذا غلب أصحاب الخبرات والكفاءات والفعالية والشّعور بالمسؤولية مع الضمير الحيّ والصّدق حصل المرادُ، وإذا غلب الفاشلون الآفلون طغت الرداءةُ، والفاشل من طبعه أن يهدم ولا يبني، ولا شكّ أنّ الحديث عن هذا الأمر كالحديث عن التخلف في الأمّة الذي نعيشه، فهو عبارة عن تراكم تخلف الأفراد، وليس التخلف أمرًا قدريًّا ينزل على الأمّة جبـرًا، بل هو من كسب الإنسان، فهو كما قلت من نتاج تراكم رداءة الأفراد وتخلفهم ولو كان فيهم متحضّرون، لكن العبرة بمن غلب، فلا شكّ أن غلبة الفاشلين في مؤسّسة تعليمية معناه الإفلاس الحضاريّ والانهيار الحتميّ للمؤسّسة، وصداع يؤلم رأس الدّولة.</p>
  606. <p>وفي هذا السياق أضيف أمرا مهمّا وهو أنّ عملية إنجاح أيّ مشروع بالمقاييس المعتمدة دوليا، أو رفع مستوى الجامعة – مثلا- إلى مصاف الجامعات المرموقة وفق معايير «الجودة» العالمية ينبغي أن يكون كلّ الأفراد المشتركين فيها يؤمنون بهذه المعاييـر، ويعملون على تحقيقها.</p>
  607. <p> أقول هذا لأنّ أكثر جامعاتنا – ليس هذا من أولويتها، وقد تجد من هيئة التدريس أو الإدارة من يحاول العمل على تحقيق «الجودة» المطلوبة لكن مع الأسف ترى في المقابل من يخرب ويشدّك إلى “الوحل”، فلا تستطيع النهوض بله الاقلاع، لذا وجب القول إنّ نجاح الجامعة في تحقيق معايير «الجودة» وضمانها ورفع قيمتها عالميا ينبغي أن يكون المسؤول- ابتداءً – مؤمنًا بهذا المشروع، وله من المهارات في إدارة الجودة ما يجعله فاعلًا مؤّثرا في المجموعة التي تعمل معه؛ -الأستاذ ثم سائر الموظفين في المؤسّسة…-ولا نهضة لجامعة يهان فيها الأستاذ والموظف، ويكون المسؤول فيها مستبدا أو أنانيا يقدّم مصالحه على المصلحة العليا للمؤسسة، وبالمقابل لا نجاح لجامعة لا يقوم الأستاذ أو الموظف بمهامه على أكمل وجه.</p>
  608. <p>وما ينبغي التأكيد عليه هنا أن العلاقات الجيدة بين الأطراف المتعاملين في حقل واحد أو في مؤسّسة واحدة كفيلة بإنجاح أيّ مشروع نهضوي، وليست صحّة الأفكار وجودتها وقوّتُها وحدها تصنع النهضة والتطور ما لم تكن العلاقات العامّة مرضية متناسقة.</p>
  609. <p> فإذا كانت شبكة العلاقات بين أفراد المجتمع والمؤسسة على غير وفاق فلن ينفع عالم الأفكار، بل ذلك يعود بالخراب في عالم الأشياء، وهو ما سجّله الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله، قال: (فالعلاقة الفاسدة في “عالم الأشخاص” لها نتائجها السريعة في “عالم الأفكار” وفي “عالم الأشياء”، والسقوط الاجتماعيّ الذي يصيب “عالم الأشخاص” يمتدّ إلى “الأفكار” وإلى “الأشياء” في صورة افتقار وفاقة، فهناك أفكار رأت النور في المجتمع الإسلاميّ في القرن الرابع عشر الميلاديّ كفكرة الدورة الدموية، ومع ذلك ظلت غائبة عن “عالم الأفكار”؛ لأنّ شبكة علاقاته قد تمزقت)([20]).</p>
  610. <p>من هنا نعلم أنّ فعالية الأفكار مرتبطةٌ بمدى التوافق في عالم الأشخاص ومتانة شبكة العلاقات، فلا قيمة لصواب الفكرة وجَوْدتها في مجتمع ممزق، تطغى فيه “الأنا” ويسود فيه تقديس الذات، وتنتشر فيه العقد النفسية. فأنى للفكرة أن تنتعش وتحيى في هذا الجو العفن؟ (فالعلاقات الاجتماعية تكون فاسدة عندما تصاب الذوات بالتضخّم، فيصبح العمل الجماعيّ المشترك صعبا أو مستحيلا)([21]).</p>
  611. <h2>عاشرا: “الفاعلية” في تحويل الأفكار إلى مشاريع منتجة وأعمال بنائية</h2>
  612. <p>الفاعلية هي القدرة على تحويل الإنتاج الفكري إلى جهود منتجة وأنشطة مثمرة، فهي قيمة حضارية من حيث حسن استثمار مقومات النهضة من إنتاج الأفكار مع جهد نوعي متواصل، واستغلال للوقت وحسن إدارته. وغياب الفعالية في المجتمع قرين التخلف.</p>
  613. <p>والأفكار مهما كانت أصيلة إذا لم يكن لها فاعلية فلا تعني شيئا، ولا تستطيع أن تصنع تاريخا، ولا يمكن لها أن تقارع الأفكار ذات الفعالية -وإن لم تكن أصيلة-، يقول الأستاذ مالك بن نبي: (الحلبة التي ينبغي فيها الانتصار في صراع يفرض منطلق ‌الفعالية، فالفكرة الإسلامية لكي تقارع الأفكار الفعالة للمجتمعات المتحركة في القرن العشرين عليها أن تستعيد فعاليتها الخاصة، أي أن تأخذ مكانها من جديد وسط الأفكار التي تصنع التاريخ)([22]).</p>
  614. <p>فالأمة الإسلامية أحوج ما تكون إلى إحداث تلك النقلة النوعية في عالم الأفكار مع إحداث حركية لها على مستوى الأفراد والمؤسسات، (فإن الذي ينقص المسلم ليس ‌منطق ‌الفكرة، ولكن منطق العمل والحركة، وهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا، بل إنه أكثر من ذلك يبغض أولئك الذين يفكرون تفكيرا مؤثرا، ويقولون كلاما منطقيا من شأنه أن يتحول في الحال إلى عمل ونشاط)([23]).</p>
  615. <p>ينبغي الاعتناء بالإنسان قبل كل شيء، وهو من يصنع الفكرة والحركة، (فإذا ‌تحرك ‌الإنسان تحرك المجتمع والتاريخ، وإذا سكن سكن المجتمع والتاريخ)([24]).</p>
  616. <h2>حادي عشر – مسيرة المجتمع مرهونة بالعقل والضمير والتماسك المجتمعي</h2>
  617. <p>(ولا يستطيع المجتمع أن يتابع مسيرته بعقول خاوية، أو محشوة بأفكار ميتة، وضمائر حائرة، وشبكة من الروابط المتهدمة ليس تجمعها وحدة)([25]).</p>
  618. </div>
  619.  
  620. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86.html">معالم في طريق النهضة &#8211; إسلام أون لاين</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  621. ]]></content:encoded>
  622. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a3%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d9%86.html/feed</wfw:commentRss>
  623. <slash:comments>0</slash:comments>
  624. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/06/sivi1.jpg" medium="image"></media:content>
  625. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20439</post-id> </item>
  626. <item>
  627. <title>العناية بالجسم في الإسلام: هدي النبي ﷺ لتحقيق التوازن بين الروح والجسد</title>
  628. <link>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%ef%b7%ba.html</link>
  629. <comments>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%ef%b7%ba.html#respond</comments>
  630. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  631. <pubDate>Sun, 01 Jun 2025 07:02:26 +0000</pubDate>
  632. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  633. <category><![CDATA[الإسلام]]></category>
  634. <category><![CDATA[التوازن]]></category>
  635. <category><![CDATA[الروح]]></category>
  636. <category><![CDATA[العناية]]></category>
  637. <category><![CDATA[النبي]]></category>
  638. <category><![CDATA[بالجسم]]></category>
  639. <category><![CDATA[بين]]></category>
  640. <category><![CDATA[ﷺ]]></category>
  641. <category><![CDATA[في]]></category>
  642. <category><![CDATA[لتحقيق]]></category>
  643. <category><![CDATA[هدي]]></category>
  644. <category><![CDATA[والجسد]]></category>
  645. <guid isPermaLink="false">http://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%ef%b7%ba.html</guid>
  646.  
  647. <description><![CDATA[<p>مقدمة: أهمية العناية بالجسم ومكانته في الإسلام يعتبر الجسم في الإسلام أحد المكونات الرئيسة للإنسان، فهو  مأوى الروح والنفس والعقل، وبه يقطع الإنسان المفاوز ليصل إلى الأجل المعلوم المحتوم، وهو محل  أكثر الأوامر والنواهي، فبه تكون الشعائر، وبه تحتقب الجرائر والمعاصي، ولأجل ذلك أولاه الشرع الرعاية التامة من حيث العناية به إعدادا وغداء ودواء، وحذر &#8230;</p>
  648. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%ef%b7%ba.html">العناية بالجسم في الإسلام: هدي النبي ﷺ لتحقيق التوازن بين الروح والجسد</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  649. ]]></description>
  650. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  651. </p>
  652. <div itemprop="articleBody">
  653. <p><strong>مقدمة: أهمية العناية بالجسم ومكانته في الإسلام</strong></p>
  654. <p>يعتبر الجسم في الإسلام أحد المكونات الرئيسة للإنسان، فهو  مأوى الروح والنفس والعقل، وبه يقطع الإنسان المفاوز ليصل إلى الأجل المعلوم المحتوم، وهو محل  أكثر الأوامر والنواهي، فبه تكون الشعائر، وبه تحتقب الجرائر والمعاصي، ولأجل ذلك أولاه الشرع الرعاية التامة من حيث العناية به إعدادا وغداء ودواء، وحذر من استعماله في المساخط والمكاره، حيث سيكون الشاهد الأبرز على العبد عند نصب الموازين: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (فصلت،20)</p>
  655. <h2>نظرة الإسلام المتوازنة للجسم: بين الإهمال والتقديس</h2>
  656. <p>إن العناية بالبدن تتوجه إلى معرفة نظرة الإسلام إليه، وكيف سلك به السبيل الأوسط بين الفلسفات الكارهة له، والتي جعلته محبس الروح، فأرهقته بالزهادة والتقلل والتعذيب كما هو الشأن في بعض الديانات الشرقية والرهبنة المسيحية، وبين النموذج الغربي القائم على تحصيل اللذة والعبادة للرغبة، ومن ثم السير في مهاوى الارتهان له تسمينا أو تنحيفا، وتجميلا أو تشويها، بل وحتى العبادة له، وكل تلك المتغيرات خاضعة لموجات الموضة التي يزهو ببريقها الفنانون ونجوم الرياضة وأبطال كمال الأجسام، حتى صارت سوق الأجسام وما يلابسها من مكملات ومجملات وآلات ترويض وطبابة وتغيير للخلقة تدار بسوق تفوق الملايين الخارقة.</p>
  657. <h2>الإسلام وتوازن مكونات الإنسان: الروح قائدة الجسد</h2>
  658. <p>جاء الإسلام ليبني التوازن بين مكونات الإنسان، فجعل الروح في أعلى الهرم، لأنها هي القائدة إلى الحياة الطيبة أو قسيمتها الحياة الضنكة، فأناط بها مدارج التزكية، وأسلم لها قيادة النفس بألا تحيد عن الحالتين المحمودتين اللوامة أو المطمئنة، وهداها لأن تقود العقل إلى الرشد ومجانبة الهوى، وبعد ذلك دعا إلى العناية بالجسم وحياطته من الفناء والذوي والمرض، وذلك من خلال:</p>
  659. <ul class="wp-block-list">
  660. <li><strong>الاعتدال في الغذاء:</strong> قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف، 31).</li>
  661. <li><strong>تشجيع الحركة والنشاط:</strong> دعا الإسلام إلى ترويض الجسم بالحركة والمشي، مجانبةً للكسل والبدانة. وقدم الحركة على الأكل، لأن أصحه من كان بعد جوع وكد ونصب، فقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك، 15).</li>
  662. </ul>
  663. <h2>هدي النبي <span class="PUH">ﷺ</span> في الغذاء والاعتدال</h2>
  664. <p>وجاءت الأحاديث تترى في تعضيد هذا المسك من الاعتدال والجمع بين الحركة والغذاء النافع، والتحذير من عبادة البطون: </p>
  665. <ul class="wp-block-list">
  666. <li>في الحديث عن الرسول الله <span class="PUH">ﷺ</span>: “ما ملأ آدمي ‌وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه” (الترمذي، 2537).</li>
  667. </ul>
  668. <ul class="wp-block-list">
  669. <li>وفي حديث آخر حذر النبي <span class="PUH">ﷺ</span> من مشابهة الحالة الحيوانية المصاحبة للعلف ومتابعة الغريزة، فقد خطب الناس فقال: “لا والله! ما أخشى عليكم، أيها الناس! ‌إلا ‌ما ‌يخرج ‌الله ‌لكم ‌من ‌زهرة ‌الدنيا: فقال رجل: يا رسول الله! أيأتي الخير بالشر؟ فصمت رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span> ساعة. ثم قال “كيف قلت؟ ” قال: قلت: يا رسول الله! أيأتي الخير بالشر؟ فقال له رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span>: “إن الخير لا يأتي إلا بخير. أو خير هو. إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم. إلا آكلة الخضر. أكلت، حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس. ثلطت أو بالت. ثم اجترت. فعادت. فأكلت. فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه. ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع”(مسلم، 1052).</li>
  670. </ul>
  671. <p>إن هذه الحالة الحيوانية إذا غلبت على الناس كما هو المشهود في النمط الاستهلاكي المفرط الذي هبت رياحه من الرأسمالية المعاصرة وظهيرها الفكري الليبرالية التي تجعل السعادة في تلبية الغرائز والعبّ من اللذات ومتابعة الشهوات، وحصر النعيم في المنظور القائم، واطراح الآخرة ظهريا، وهو ما يقود إلى الأثرة والكنز والتباغض والتحاسد بين المتفاوتة أرزاقهم في الدنيا، وهو ما قاد إلى كثير من القلاقل المشهودة والمأثورة، وهو ما جرّ إلى شيوع دعوات الشيوعية التي طافت أقطار الأرض في القرن الماضي، ولا تزال.</p>
  672. <h2>القدوة النبوية في العناية بالجسم: اعتدال وزهادة</h2>
  673. <p>إن مرجع المسلم في علاقته بجسمه هي الاستنان بسنّة النبي <span class="PUH">ﷺ</span> في طعامه، فقد كان معتدلا، بل وأقرب إلى الزهادة، خاصة وأن كثيرا من أيامه كانت عسرة، وفي خوف وقلة، خاصة والعرب تتخطفهم وتحيط بهم، فكانت التربية البدنية والغذائية ذات ركن ركين في تكوين الصحابة الذين كانوا المثال والشامة في الاعتدال والرشاقة والقوام الأكمل، فكانوا يثبون على الخيل وثبا، وأثر عنهم في فتوح العراق قولهم “الغد نغلب أكلة الخبز.</p>
  674. <h3>صحة النبي <span class="PUH">ﷺ</span>:</h3>
  675. <p>وفي الحياة المسطورة للنبي <span class="PUH">ﷺ</span> لم يذكروا بأنه عانى من آلام المعدة-اللهم إلا من سم خيبر-، فكان جل بلائه <span class="PUH">ﷺ</span> من الشقيقة والصداع والحمى، ومرجع ذلك الجهد والتعب وكثرة العمل والسفر والغزو، والاهتمام بحياة الناس، فقد سأل عبد الله بن شفيق عائشة رضي الله عنها:” هل كان النبي <span class="PUH">ﷺ</span> يصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم. بعد ما ‌حطمه الناس”. (مسلم، 732).</p>
  676. <h3>طعام النبي <span class="PUH">ﷺ</span> المعتدل</h3>
  677. <p>وتروي عائشة وباقي زوجاته رضي الله عنهن أخبار طعامه المعتدل عليه الصلاة والسلام، وكذا صيامه الدائم والمتقطع، بل وجوعه الكثير، فعن مسروق، قال: دخلت على عائشة، فدعت لي بطعام وقالت: ما أشبع من طعام فأشاء أن أبكي إلا بكيت، قال: قلت لم؟ قالت: أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span> الدنيا، والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم” (الترمذي، 2513).</p>
  678. <p> وعن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: «‌ما ‌شبع آل محمد <span class="PUH">ﷺ</span> منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض» (البخاري، 4516).</p>
  679. <h2> تفصيل هدي النبي <span class="PUH">ﷺ</span> في الطعام كما لخصه ابن القيم</h2>
  680. <p>لخص ابن القيم رحمه الله هدي النبي <span class="PUH">ﷺ</span> في الطعام بأنه: “لا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا. فأكل من الطيبات ما قُرب إليه، ولم يعب طعامًا قط. أكل الحلوى، العسل، أنواع اللحوم (الجزور، الضأن، الدجاج، الحبارى، حمار الوحش، الأرنب)، طعام البحر، الشواء، الرطب، التمر. شرب اللبن، السويق، العسل بالماء، نقيع التمر. وأكل الخزيرة، القثاء بالرطب، الأقط، التمر بالخبز، الخبز بالخل، الثريد، الخبز بالإهالة (الودك)، الكبد المشوية، القديد، الدباء المطبوخة، والبطيخ بالرطب، والتمر بالزبد.<br />كان هديه <span class="PUH">ﷺ</span> أكل ما تيسر، وإن لم يجد صبر حتى كان يربط الحجر على بطنه من الجوع. (زاد المعاد).</p>
  681. <p>ولخص ابن القيم رحمه الله الخطة الغدائية للمصطفى عليه الصلاة والسلام، وأنواع طعامه: “وكذلك كان هديه وسيرته <span class="PUH">ﷺ</span> في الطعام: ‌لا ‌يرد ‌موجودا، ولا يتكلف مفقودا. فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم. وما عاب طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه..</p>
  682. <ul class="wp-block-list">
  683. <li>وأكل الحلوى والعسل وكان يحبهما. </li>
  684. <li>وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج، ولحم الحبارى، ولحم حمار الوحش والأرنب، وطعام البحر. </li>
  685. <li>وأكل الشواء، وأكل الرطب والتمر. </li>
  686. <li>وشرب اللبن خالصا ومشوبا، والسويق، والعسل بالماء. </li>
  687. <li>وشرب نقيع التمر. </li>
  688. <li>وأكل الخزيرة، وهي حساء يتخذ من اللبن والدقيق. </li>
  689. <li>وأكل القثاء بالرطب. </li>
  690. <li>وأكل الأقط. </li>
  691. <li>وأكل التمر بالخبز، وأكل الخبز والخل. </li>
  692. <li>وأكل الثريد، وهو الخبز باللحم. </li>
  693. <li>وأكل الخبز بالإهالة، وهي الودك، وهو الشحم المذاب. </li>
  694. <li>وأكل من الكبد المشوية. </li>
  695. <li>وأكل القديد. </li>
  696. <li>وأكل الدباء المطبوخة وكان يحبها، وأكل المسلوقة. </li>
  697. <li>وأكل الثريد بالسمن</li>
  698. <li>وأكل الجبن</li>
  699. <li>وأكل الخبز بالزيت</li>
  700. <li>وأكل البطيخ بالرطب. </li>
  701. <li>وأكل التمر بالزبد، وكان يحبه.</li>
  702. </ul>
  703. <p>فلم يكن يرد طيبا، ولا يتكلفه؛ بل كان هديه أكل ما تيسر، فإن أعوزه صبر حتى إنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع، ويرى الهلال والهلال والهلال، فلا يوقد في بيته <span class="PUH">ﷺ</span> نار!” (زاد المعاد، 1/ 149)</p>
  704. <h2>حال الصحابة والتربية الرياضية الصارمة</h2>
  705. <p>وكذلك صحابته عليه الصلاة والسلام، فكانت حالهم قريبا من حاله، وبعضهم عانى الجوع الشديد كما هي أخبارهم قبل فتح خيبر، وكما هو أمر أهل الصفة والنزّاع من القبائل الذين يأوون إلى المدينة، وأخبار جوعهم مستوفاة في كتب السيرة والطبقات والتراجم، ويكفي العود لحلية أبي نعيم الأصبهاني.</p>
  706. <h2>تحذيرات من تغير العلاقة بالجسم وظهور السمن</h2>
  707. <p>وقد تزاوج كل ذلك مع تربية رياضية صارمة، حيث كان المشي والجري والركض والسباحة والمصارعة والرمي وأنواع المسابقات معرفة في ضواحي المدينة وحماها، واشتهر كثير من الصحابة بالعدو والفروسية والقوة والبراعة القتالية، ولأمر ما غلبوا جموع العرب أولا، وذؤبان المرتدين ثانيا، وهزموا الجيوش المدربة والعتيدة للإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية في بضع سنوات، وذلك لأنهم فقهوا بحق شروط مقولة المؤمن القوي خير وأحب إلى الله، وطبقوا شروط الاستخلاف الحاضة على البسطة في العلم والجسم كما هي قصة طالوت.</p>
  708. <p>ولقد لاحظ الصحابة الخريتون بداية انقلاب الأوضاع النفسية ومن ثم الاجتماعية في علاقة الناس بأبدانهم، وقارنوا بين الأوضاع زمن التأسيس في حياة النبي <span class="PUH">ﷺ</span> وما بعده، فعن عائشة: ” إن أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد قضاء نبيها <span class="PUH">ﷺ</span> الشبع، ‌فإن ‌القوم ‌لما ‌شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، فتصعبت قلوبهم، وجمحت شهواتهم “(ابن أبي الدنيا، الجوع، 22).</p>
  709. <p>وهو ما استشرفه المصطفى <span class="PUH">ﷺ</span> من انقلاب أخلاق الناس بانقلاب علاقاتهم بأجسامهم، فعن عمران بن حصين يحدث، عن النبي <span class="PUH">ﷺ</span> قال: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم- قال عمران لا أدري ذكر ثنتين أو ثلاثا بعد قرنه – ‌ثم ‌يجيء ‌قوم ‌ينذرون ولا يفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويظهر فيهم السمن» (البخاري، 6695).</p>
  710. <p>ولذلك كانت البدانة مذمومة إلا لمن كانت له خلقة، أو من مضى به العمر لتأثير الهرمونات، ولذلك قال النووي:” قال جمهور العلماء في معنى هذا الحديث المراد بالسمن هنا كثرة اللحم، ومعناه أنه يكثر ذلك فيهم، وليسن معناه أن يتمحضوا سمانا. قالوا والمذموم منه من يستكسبه، وأما من هو فيه خلقة فلا يدخل في هذا، والمتكسب له هو المتوسع في المأكول والمشروب زائدا على المعتاد” (شرح مسلم، 16/ 78).</p>
  711. <h2>ذم عبادة البطن والتشبه بالكافرين</h2>
  712. <p>إن عبادة البطن ليست من خلاق المؤمنين، بل هي خلاق الكافرين المستعجلين لذاتهم في هذه الدنيا، ففي الحديث عنه <span class="PUH">ﷺ</span>:” ‌المؤمن ‌يأكل ‌في ‌معى ‌واحد، ‌والكافر يأكل في سبعة أمعاء” (البخاري، 5393).</p>
  713. <p>كره الإسلام التوسع في المآكل والمشارب، واتخاذ ذلك ديدنا وعادة دائمة، وندب إلى الخشونة والتمعدد، ودعا إلى كسر الحالة الناعمة بالصوم والصدقة، ولم يضيق واسعا، فلم يذم الشبع إلا إذا زاد على الحاجة التي يكون معها الجشأ، أو العود على المعدة بالمرض، أو السمنة المفرطة الناتجة عن التوسع والإفراط في الملذات.</p>
  714. <p>وقد اختلف العلماء في حد الشبع على أقوال: “فقيل حرام، وقيل مكروه. قال ابن العربي: وهو الصحيح، فإن قدر ‌الشبع ‌يختلف ‌باختلاف ‌البلدان والأزمان والأسنان والطعمان. ثم قيل: في قلة الأكل منافع كثيرة، منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا. وفي كثرة الأكل كظ المعدة ونتن التخمة، ويتولد منه الأمراض المختلفة، فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه القليل الأكل”. (تفسير القرطبي، 7/192)</p>
  715. <p>ولكن الشبع غير المداوم عليه قد يكون خاصة عند توارد المسغبة وضعف البدن، فقد ورد في الأحاديث أن رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span> قال:” هلمي يا أم سليم ما عندك، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span> ففتّ، وعصرت أم سليم عكة فأدمته، ثم قال رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span> فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ‌ائذن ‌لعشرة، ‌فأذن ‌لهم ‌فأكلوا ‌حتى ‌شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ‌ائذن ‌لعشرة، ‌..، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا» (البخاري، 3578).</p>
  716. <p>قال ابن بطال: في هذه الأحاديث ‌جواز ‌الشبع، وأن تركه أحيانا أفضل، وقد ورد عن سلمان، وأبي جحيفة أن النبي <span class="PUH">ﷺ</span> قال: إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة، قال الطبري: غير أن الشبع وإن كان مباحا فإن له حدا ينتهي إليه، وما زاد على ذلك فهو سرف، والمطلق منه ما أعان الآكل على طاعة ربه ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه” (فتح الباري، 9/ 568).</p>
  717. <h2>خاتمة: دعوة لمراجعة السلوك والعودة إلى التوازن الإسلامي</h2>
  718. <p>والحاصل أن الانعطاف على سوءات النمط الغربي في الإفراط في الاستهلاك وعبادة الجسد والغلو في النهم، وما يجره من بدانة وأمراض، وما يعقبه من عكوف في صلاة الرياضة بالساعات، وما يتلوه من طروق لمحال التجميل ومصحات التنحيف، مما لا يوازي في حياة البعض عشر الوقوف أمام الله رب العالمين، مما يوجب على الناس مراجعة سلوكهم والعودة إلى هدي الإسلام في التوازن الرشيد بين ضرورات الدنيا وأشواق الآخرة، وفي كل منهما خير، وخير الآخرة أحق وأبقى، كما قال تعالى:  ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى﴾ (الضحى، 4).</p>
  719. </div>
  720.  
  721. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%ef%b7%ba.html">العناية بالجسم في الإسلام: هدي النبي ﷺ لتحقيق التوازن بين الروح والجسد</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  722. ]]></content:encoded>
  723. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/06/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%8a-%ef%b7%ba.html/feed</wfw:commentRss>
  724. <slash:comments>0</slash:comments>
  725. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/05/al3naya-balgsm-wmkanth-fy-aleslamjpg.jpg" medium="image"></media:content>
  726. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20437</post-id> </item>
  727. <item>
  728. <title>قصة أصحاب الأخدود: الصبر على أقدار الله ودروس إيمانية من سورة البروج</title>
  729. <link>https://islamic-msn.net/2025/05/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.html</link>
  730. <comments>https://islamic-msn.net/2025/05/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.html#respond</comments>
  731. <dc:creator><![CDATA[islamic]]></dc:creator>
  732. <pubDate>Thu, 29 May 2025 10:43:54 +0000</pubDate>
  733. <category><![CDATA[ما يهم المسلم]]></category>
  734. <category><![CDATA[أصحاب]]></category>
  735. <category><![CDATA[أقدار]]></category>
  736. <category><![CDATA[إيمانية]]></category>
  737. <category><![CDATA[الأخدود]]></category>
  738. <category><![CDATA[البروج]]></category>
  739. <category><![CDATA[الصبر]]></category>
  740. <category><![CDATA[الله]]></category>
  741. <category><![CDATA[سورة]]></category>
  742. <category><![CDATA[على]]></category>
  743. <category><![CDATA[قصة]]></category>
  744. <category><![CDATA[من]]></category>
  745. <category><![CDATA[ودروس]]></category>
  746. <guid isPermaLink="false">http://islamic-msn.net/2025/05/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.html</guid>
  747.  
  748. <description><![CDATA[<p>مقدمة: الدنيا دار ابتلاء وأهمية الصبر والاعتبار بالقرآن إن هذه الدنيا دار ابتلاءات ومحن، ويُعد الصبر على أقدار الله تعالى من أعظم خصال المسلم. ويزخر القرآن الكريم بقصص تقدم العبر والنور، ومن أبرزها قصة أصحاب الأخدود، التي تجسد أسمى معاني الصبر والثبات والفداء والتضحية في سبيل الدين. لقد سُطرت هذه القصة بدماء الشهداء لتكون منارة للمؤمنين، ولعنة على &#8230;</p>
  749. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/05/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.html">قصة أصحاب الأخدود: الصبر على أقدار الله ودروس إيمانية من سورة البروج</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  750. ]]></description>
  751. <content:encoded><![CDATA[<p> <br />
  752. </p>
  753. <div id="the_content"><picture id="postImg" class="img-ratio-1 mt-3" itemprop="image"><source media="(max-width: 360px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/05/qsa-as7ab-ala5dwd-360x202.jpeg"/><source media="(max-width: 489px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/05/qsa-as7ab-ala5dwd-489x275.jpeg"/><source media="(min-width: 489.1px)" srcset="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/05/qsa-as7ab-ala5dwd-600x330.jpeg"/><img loading="lazy" decoding="async" class="img-radius mx-auto mt-3 mb-3 d-block loading-gradient" src="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/05/qsa-as7ab-ala5dwd-489x275.jpeg" width="320" height="180" alt="أبراج مسجد مرتفعة تتداخل مع غيوم ملونة في سماء زرقاء، مع هلال رقيق يتألق في الأفق. مشهد يعكس جمال العمارة الإسلامية وسحر الطبيعة."/></picture>
  754. <div class="articleBody pt-2 " itemprop="articleBody">
  755. <h2>مقدمة: الدنيا دار ابتلاء وأهمية الصبر والاعتبار بالقرآن</h2>
  756. <p>إن هذه الدنيا دار ابتلاءات ومحن، ويُعد الصبر على أقدار الله تعالى من أعظم خصال المسلم. ويزخر القرآن الكريم بقصص تقدم العبر والنور، ومن أبرزها قصة أصحاب الأخدود، التي تجسد أسمى معاني الصبر والثبات والفداء والتضحية في سبيل الدين. لقد سُطرت هذه القصة بدماء الشهداء لتكون منارة للمؤمنين، ولعنة على الظالمين، وشاهداً على طبيعة الصراع بين الحق والباطل. ذكرها الله عز وجل في سورة البروج، وبيّن النبي <span class="PUH">ﷺ</span> فصولها، حاملةً في طياتها دروسًا عظيمة للمسلمين.</p>
  757. <h2>تفسير آيات أصحاب الأخدود: صبر المؤمنين وجبروت الطغاة</h2>
  758. <p>يقول الله تَعَالَى في سورة البروج: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)﴾.</p>
  759. <h3>بصيرة المؤمنين وصبرهم على الحرق</h3>
  760. <p>قال الواحدي في التفسير: قال أبو إسحاق: أعلم الله قصة قوم بلغت بصيرتهم وحقيقة إيمانهم إلى أن صبروا على أن أحرقوا بالنار في الله.</p>
  761. <h3>استعاذة النبي <span class="PUH">ﷺ</span> من شدة البلاء</h3>
  762. <p>قال الإمام الحسن: كان رسول الله <span class="PUH">ﷺ</span> إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء. (رواه الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه، وقال العلامة محمد عوامة في تحقيقه على المصنف: رجاله ثقات). وقد ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: ((كان النبي <span class="PUH">ﷺ</span> يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)).</p>
  763. <h3>معنى “قُتِلَ أصحاب الأخدود” وتضحيات الصحابة</h3>
  764. <p>قال القرطبي: “قُتِلَ”: أي لُعِنَ، قال ابن عباس: كل شيء فِي الْقُرْآنِ “قُتِلَ” فَهُوَ لُعِنَ… ثم قال: قَالَ عُلَمَاؤُنَا: وَلَقَدِ امْتُحِنَ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَتْلِ وَالصَّلْبِ والتعذيب الشديد، فصبروا ولم يلتفتوا إلى شيء مِنْ ذَلِكَ وَيَكْفِيكَ قِصَّةُ عَاصِمٍ وَخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِمَا وَمَا لَقُوا مِنَ الْحُرُوبِ وَالْمِحَنِ وَالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالْحَرْقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُتِلَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ﴾ دُعَاءٌ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ بِالْإِبْعَادِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ عَنْ قَتْلِ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْ إِنَّهُمْ قُتِلُوا بِالنَّارِ فَصَبَرُوا، وَقِيلَ: هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ أُولَئِكَ الظَّالِمِينَ.</p>
  765. <h3>صيغة تقريع وتوبيخ للطواغيت</h3>
  766. <p>قال الشيخ الدكتور محمد الكبيسي في مجالس النور: ﴿قُتِلَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ﴾ هذه صيغةٌ من صيَغ التقريع والتوبيخ، وقد جاءت جوابًا للقسَم؛ تهويلًا لها، وتنبيهًا على خطرها، وأصلها دعاءٌ بالهلاك، وليست خبرًا، وأصحاب الأخدود هم: الطواغيت الذين قاموا بشقِّ الأرض وحفْرِها، وإضرام النيران فيها لحرق مجموعةٍ من المؤمنين مِمَّن كانوا على النصرانيَّة، وكان ذلك قبل الإسلام، كما تنصُّ الأخبار والأحاديث الواردة.</p>
  767. <h3>تجبر الكفار وقيمة إيمان المؤمنين</h3>
  768. <p>وقال السعدي: وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب، الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة، يمدحون عليها، وبها سعادتهم، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد، أي: الذي له العزة التي قهر بها كل شيء، وهو حميد في أقواله وأوصافه وأفعاله.</p>
  769. <p>إن قصة أصحاب الأخدود ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي تجربة حية غير مرتبطة بزمان أو مكان معين، وهي قصة ظلم تتكرر في تاريخ الدعوات، وفي ذات الوقت قصة فداء وتضحية في سبيل الدين. ولو ذهبت تستقصيها وتتعمق فيها لاستخرجت منها دروسًا مهمة في التربية، والثقة بالله، وتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة، وتجلية الحقائق التي قد تغيب عن النفس أو الغير.</p>
  770. <h2>دروس وعبر مستفادة من قصة أصحاب الأخدود: منهج حياة للمؤمن</h2>
  771. <p>تحمل هذه القصة العظيمة،  التي تُعد من أبرز صور الابتلاء في سبيل الإيمان، معاني جليلة وفوائد جمة، فمن هذه الدروس:</p>
  772. <ol class="wp-block-list">
  773. <li>أهمية تربية الأبناء: ففي القصة أساس لتربية النشء على الإيمان والتوحيد.</li>
  774. <li>القصة تجربة حية غير مرتبطة بزمان أو مكان معين، فصراع الحق والباطل مستمر.</li>
  775. <li>محاربة أهل الباطل للفطر السليمة.</li>
  776. <li>تيسير الله عز وجل الأسباب لمن خلصت نيته للهداية، كما في هداية الغلام.</li>
  777. <li>إباحة الكذب في بعض الحالات كما في توجيه الراهب للغلام لدرء الخطر.</li>
  778. <li>اهتمام الأستاذ بشؤون التلميذ، مثل حرص الراهب على الغلام.</li>
  779. <li>حب الغلام لمنفعة قومه وسعيه لهدايتهم.</li>
  780. <li>إثبات كرامات الأولياء: وما جرى على يد الغلام من خوارق.</li>
  781. <li>تواضع العالم وتجرده من الحسد: كما في موقف الراهب من تفوق الغلام.</li>
  782. <li>وجوب تصحيح أخطاء الناس في العقيدة، ومنه دعوة الغلام للتوحيد.</li>
  783. <li>أن لكل فرعون سحرة، وسحرة كل زمان بحسبه: فأهل الباطل يستعينون بأعوانهم.</li>
  784. <li>تعليق نفوس المدعوين بالله وحده، لا بشخص الداعية أو كراماته.</li>
  785. <li>الثقة التامة بالله تعالى والتوكل عليه في أحلك الظروف.</li>
  786. <li>الابتلاء طريق ممتد وملحمة لا تنتهي.</li>
  787. <li>الإيمان جذوة لا تخمد، وشمس لا تغيب، مهما حاول أهل الباطل إطفاءها.</li>
  788. <li>الثبات على الإيمان ثباتًا أشد من ثبات الجبال الراسخات في الأرض: كما ثبت المؤمنون أمام النار.</li>
  789. <li>المؤمن لا يتردد في الحق ولو أُرهب أشد الترهيب، ولا يتزحزح عن الحق ولو افتتن بالمال والمنصب وجميع مغريات هذه الدنيا: وهذا دأب الصادقين.</li>
  790. <li>المؤمن ينظر إلى العاقبة الآخرة ولا تغره الدنيا الفانية.</li>
  791. <li>لا يفلح السحر والساحر حيث أتى، ولا يفلح إلا الإيمان بالله حق الإيمان: فالسحر باطل والإيمان حق.</li>
  792. <li>على الإنسان أن يتحرى الحق ويبحث عنه: ولا يتبع الهوى أو التقليد الأعمى.</li>
  793. <li>أن يُنسب الفضل لله -تعالى- ولا ينسبه الإنسان لنفسه كما فعل الغلام.</li>
  794. <li>التضحية بالنفس من أجل إعلاء كلمة الله -تعالى- وفي سبيل الدعوة إلى الله: وهي ذروة سنام الإيمان.</li>
  795. <li>إن الله يُجري المعجزات، ويهيئ أسباب الفرج لعباده الصالحين الأتقياء المخلصين: نصره لعباده واقع لا محالة.</li>
  796. <li>ليست العبرة في المؤمن الداعية إلى الله أن يرى نتائج دعوته ولا ينتظر ذلك: بل عليه البلاغ والنتيجة على الله.</li>
  797. </ol>
  798. <p>إن  قصة أصحاب الأخدود تمثل دعوة كاملة من بدايتها إلى نهايتها، وفيها تنوع الأساليب من الفردية إلى الجماعية، وغير ذلك الكثير مما يستنبطه المتأمل.</p>
  799. </div>
  800. </div>
  801. <div id="FeedBack">
  802. <p>هل انتفعت بهذا المحتوى؟</p>
  803. <p><button id="myFeeNoModalTrigger" class="feedbackBtn icon-no no-select" data-toggle="modal" href="#The_feed_no_modal" aria-label="Open Negative Feedback Form"> لا </button><button id="myFeeYesModalTrigger" class="feedbackBtn icon-yes no-select" data-toggle="modal" href="#The_feed_yes_modal" aria-label="Open Positive Feedback Form"> نعم </button></p>
  804. </div>
  805.  
  806. <p>ظهرت المقالة <a href="https://islamic-msn.net/2025/05/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.html">قصة أصحاب الأخدود: الصبر على أقدار الله ودروس إيمانية من سورة البروج</a> أولاً على <a href="https://islamic-msn.net">ماسنجر المسلم</a>.</p>
  807. ]]></content:encoded>
  808. <wfw:commentRss>https://islamic-msn.net/2025/05/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.html/feed</wfw:commentRss>
  809. <slash:comments>0</slash:comments>
  810. <media:content url="https://islamonline.net/wp-content/uploads/2025/05/qsa-as7ab-ala5dwd.jpeg" medium="image"></media:content>
  811. <post-id xmlns="com-wordpress:feed-additions:1">20435</post-id> </item>
  812. </channel>
  813. </rss>
  814.  

If you would like to create a banner that links to this page (i.e. this validation result), do the following:

  1. Download the "valid RSS" banner.

  2. Upload the image to your own server. (This step is important. Please do not link directly to the image on this server.)

  3. Add this HTML to your page (change the image src attribute if necessary):

If you would like to create a text link instead, here is the URL you can use:

http://www.feedvalidator.org/check.cgi?url=https%3A//islamic-msn.net/feed

Copyright © 2002-9 Sam Ruby, Mark Pilgrim, Joseph Walton, and Phil Ringnalda